يشهد السودان حالياً عدة أحداث هامة، حيث يشهد تصاعداً في التوتر السياسي والاجتماعي. بعد إطاحة نظام الرئيس السابق عمر البشير في عام 2019، شهد البلد انتقالاً ديمقراطياً وتشكيل حكومة مدنية لكنها تواجه الآن تحديات عديدة.
تجدر الإشارة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها السودان منذ فترة طويلة، حيث تفاقمت بشكل كبير في الفترة الأخيرة مما أدى إلى نقص حاد في السلع الأساسية وزيادة الأسعار. وفي هذا السياق، شهدت البلاد في الأسابيع الأخيرة احتجاجات واسعة ضد الحكومة المدنية بسبب ارتفاع الأسعار وسوء الأوضاع المعيشية.
تعد الحرب في السودان واحدة من أطول حروب العالم الحديث، وتعود جذور الصراع إلى فترة ما قبل الاستعمار البريطاني في القرن التاسع عشر. ولقد توالت الموجات العنيفة للصراع على مدار عقود، وتشمل الأسباب الرئيسية للحرب السودانية الجنوبية التي دامت أكثر من 20 عامًا، الفقر والتهميش الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، والصراعات العرقية والدينية والثقافية، والصراعات المتعلقة بالموارد الطبيعية والأراضي، بالإضافة إلى الصراعات الإثنية والقومية.
وقد أدت هذه الأسباب إلى تفاقم الصراع واندلاع حرب أهلية في السودان في الفترة من 1983 حتى 2005، واندلعت بعدها صراعات أخرى في مناطق أخرى من البلاد مثل دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والنيل الأبيض. وتسببت الحروب والصراعات الدائرة في السودان في مقتل الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين من السكان ودمرت البنية التحتية للبلاد وعرقلت التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
حرب حميدتي والبرهان
حرب حميدتي والبرهان هي نتيجة للتنافس على السلطة في السودان بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019. حميدتي هو زعيم قوات الدعم السريع التي تم إنشاؤها خلال فترة النزاع في دارفور في غرب السودان، وهي قوة تشكلت في مواجهة المتمردين المسلحين. بعد إسقاط البشير، أصبحت قوات الدعم السريع جزءًا من المجلس العسكري الانتقالي الذي حكم السودان لفترة وجيزة.
في وقت لاحق، تم تشكيل حكومة مدنية انتقالية، ولكن حميدتي وقوات الدعم السريع لم يفقدوا سلطتهم. وبدأ الخلاف بين حميدتي والفريق الرائد عبد الفتاح البرهان، الذي كان قائد المجلس العسكري الانتقالي وأصبح فيما بعد رئيسًا لمجلس السيادة الانتقالي.
يتمحور الصراع بين حميدتي والبرهان حول السيطرة على السلطة والثروة في السودان، وقد أدى هذا الصراع إلى تصعيد العنف في بعض المناطق، مثل دارفور وجبال النوبة. وفي أبريل 2021، تعرضت العاصمة السودانية الخرطوم لمحاولة انقلاب من قبل جهاز المخابرات العامة الذي يتبع حميدتي، والتي تم إحباطها بعد فترة قصيرة.
على الرغم من جهود الحكومة السودانية لإحلال السلام في البلاد، إلا أن الصراعات الداخلية والصعوبات الاقتصادية ما زالت مستمرة، وهي تشكل تحديًا كبيرًا للبلاد وللمنطقة بأكملها.
ويتابع المجتمع الدولي بشغف الوضع الراهن في السودان، ويحث على تحقيق الاستقرار والديمقراطية والحرية للشعب السوداني، وذلك من خلال حل سياسي للأزمة.