تعتبر الأمراض غير المعدية من أهم المشكلات الصحية التي يعاني منها الناس في جميع أنحاء العالم، وهي تشمل الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والأورام السرطانية وغيرها، وتؤثر هذه الأمراض سلبًا على الجودة الحياتية للفرد وتهدد صحته وحياته بشكل كبير، وتعتبر العوامل الوراثية والبيئية من أهم العوامل المؤثرة على حدوث هذه الأمراض، وسنتحدث في هذا المقال عن أثر هذه العوامل على الأمراض غير المعدية.
العوامل الوراثية
تلعب العوامل الوراثية دورًا أساسيًا في ظهور الأمراض غير المعدية، حيث تؤثر على عمل الجينات التي تتحكم بوظائف الأعضاء والأنسجة والأنظمة الحيوية في جسم الإنسان. وتتحكم الجينات في تنظيم الأيض وتعزيز وتثبيط نشاط العديد من الإنزيمات والهرمونات التي تؤثر على الصحة، وتتحكم أيضًا في تنظيم عمل الجهاز المناعي وتفعيل وتثبيط الجينات المسؤولة عن الالتهابات والخلايا السرطانية.
يمكن أن يؤدي نقص أو زيادة نسخة من جين ما إلى ظهور العديد من الأمراض، مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والأورام السرطانية وغيرها، وذلك بسبب تغيير نشاط الجينات المسؤولة عن الأيض والجهاز المناعي، وبالتالي فإن الأمراض الوراثية تشير إلى الأمراض الناجمة عن التغييرات الجينية التي تتناقلها الأسرة من جيل إلى آخر.
من أمثلة الأمراض الوراثية التي تؤثر على الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم هي السكري، وهو نوع من الأمراض المزمنة التي تؤثر على ارتفاع نسبة السكر في الدم، وينجم ظهور هذا المرض عن التغييرات الجينية في خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين، ويمكن أيضًا أن يؤدي الوراثة إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأورام السرطانية.
وبشكل عام، يؤدي التعرض لأمراض وراثية إلى زيادة احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى، وقد تكون هذه الأمراض معقدة إلى حد ما وتحتاج إلى تدخلات طبية متعددة للتعامل معها.
العوامل البيئية
كما أن العوامل البيئية تلعب دورًا مهمًا في ظهور الأمراض غير المعدية، فإن العمر والجنس والتغذية ومستوى اللياقة البدنية والعوامل الاجتماعية والنفسية والتعرض للتلوث والمواد الكيميائية والأشعة الضارة والمياه الملوثة وتغير المناخ والأحوال الجوية والإجهاد النفسي والجسدي وكثيرًا من العوامل الأخرى يمكن أن تساهم في ظهور العديد من الأمراض غير المعدية.
يؤثر العمر على الصحة ويعد من أهم العوامل المؤثرة على الصحة، فكلما تقدم الإنسان في العمر، زادت احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض النظام الهضمي وغيرها، كما يمكن أن تؤثر العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية على الصحة بشكل مباشر أو غير مباشر.
التغذية الجيدة وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة التي تقوم بها تلعب دورًا هامًا في الوقاية من الأمراض غير المعدية وتحسين الصحة العامة، حيث إن التغذية الصحية تساعد على خفض مستويات الكوليسترول وتعزيز صحة القلب، وكذلك تساهم التمارين الرياضية في خفض مستويات السكر في الدم والحد من مخاطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.
يؤثر التعرض للتلوث والمواد الكيميائية والأشعة الضارة على الصحة بشكل كبير، فإن التلوث المنزلي والبيئي يمكن أن يسبب العديد من الأمراض، مثل الربو وأمراض الجهاز التنفسي والطفرات الوراثية، كما يؤدي الإجهاد النفسي والجسدي إلى ظهور العديد من الأمراض مثل الأمراض القلبية وأمراض الجهاز الهضمي وأمراض العظام وغيرها.
يمكن أن يؤدي تغير المناخ والأحوال الجوية إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، فمثلاً قد يؤدي الارتفاع في درجات الحرارة إلى زيادة حدوث الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، كما يمكن أن يؤدي تغيير المناخ إلى زيادة حدوث الأمراض المدارية والنزلات المعوية والأمراض الجلدية.
خلاصة
يمكن القول إن العوامل الوراثية والبيئية تشكلان عاملين مؤثرين على حدوث العديد من الأمراض غير المعدية، ولذلك فإن الوقاية من هذه الأمراض يجب أن تشمل مجموعة من الإجراءات الوقائية المتعددة، مثل الحرص على تناول الغذاء الصحي وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة والحد من التعرض للتلوث والمواد الكيميائية والأشعة الضارة، فضلاً عن زيادة الوعي بالعوامل الوراثية الخاصة بالأمراض غير المعدية.