لم يعد مجرد شرب الشاي أو القهوة في الصباح بالنسبة للكثيرين مجرد عادة شخصية، فقد أصبح تصنيع المشروبات والعصائر من أهم القطاعات الإنتاجية في العالم، والتي تسهم بشكل كبير في الاقتصاد العالمي.
وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية والصين رأس قائمة بلدان العالم التي تعمل على تصنيع المشروبات والعصائر بشكل كبير، حيث يعمل كل دولة على تصنيع العديد من الأصناف التي تلبي احتياجات المستهلكين في العالم.
ولتحديد طبيعة واتجاهات هذا القطاع في العالم، تم إجراء العديد من الأبحاث والدراسات، حيث تم الإعلان عن توقعات بأن يصل حجم إنتاج القطاع إلى 170 مليار دولار في العام 2023.
وساد العالم في الفترة الأخيرة اهتمام كبير بالتغذية الصحية، وهذا ما سيترجم على سوق المشروبات والعصائر، حيث من المتوقع أن يشهد هذا القطاع نمواً سريعاً في الفترة المقبلة، نظراً لاهتمام الناس بمنتجات طبيعية وصحية.
ويشير تقرير صادر عن شركة “Global Market Insights” الإستشارية إلى أن صناعة المشروبات والعصائر وصلت إلى مرحلة دمج بين الصحة والتغذية الصحية، وذلك من خلال إدخال عدد كبير من المواد الطبيعية الغنية بالفيتامينات والمعادن والألياف، والتي تعد أيضاً غير ملوثة بالمواد الكيميائية.
ولحساب التوقعات يجري الخبراء الاقتصاديون اعتمادا على عدة معطيات، منها الإنفاق الشخصي الذي يعد إحدى الدلائل الرئيسية على نشاطات المستهلكين، إضافة إلى توزيع الدخل والنمو الاقتصادي ونوعية الحياة والوضع الحالي للصناعة.
واليوم يوجد العديد من المصنعين المهمين في مجال المشروبات والعصائر حول العالم، يتخذون التكنولوجيا الحديثة من سلاحهم الأساسي في تحسين جودة منتجاتهم، وتزويد الزبائن بأحدث التقنيات والذوق.
ويعتبر العصير الطبيعي منصة مربحة لعملاء مصنعي العصير، حيث أن الناس يتجهون جاهدين نحو تناول الأطعمة الطبيعية، ويقبلون على الأطعمة التي لا تحتوي على مواد كيماوية ضارة. ولذلك هناك مصنعين منتهجين الفلسفة الدائرية في تجهيز العصير الطبيعي، حيث يتم سحب النفايات من الحقول وإعادة استخدامها، وتحويلها إلى مادة خام أخرى.
ويعتبر سوق المشروبات والعصائر من الأسواق الرابحة والمهمة في العالم، خصوصاً في الأسواق الصينية والأمريكية، وتشير التوقعات إلى أنه سيشهد نمواً كبيراً في القادم، نظراً للإقبال المتزايد من الناس على تناول المشروبات والعصائر الطبيعية والصحية.
وقد قامت العديد من الشركات المصنعة بتطوير وإنتاج منتجات خاصة بالأطفال، والتي تخلو من السكر المضاف والمواد الكيميائية الضارة، وذلك لجعل المشروبات والعصائر أكثر صحية لمستهلكيها المتزايد أعدادهم يوماً بعد يوم.
ومن الجدير بالذكر أن هذا النمو السريع يساهم بشكل إيجابي في بناء الاقتصاد العالمي، وهذا ما يجعل العديد من المستثمرين يستثمرون في هذا القطاع الحيوي، ويعد هذا الاستثمار خياراً جيداً ومجانياً، خصوصاً إذا ما تم اتباع السياسات الصحيحة واختيار الشركات المصنعة المتخصصة عالمياً.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا القطاع يساعد بشكل كبير في توفير فرص العمل للكثير من المواطنين، خصوصاً في الدول النامية، التي تبدأ بالعمل على تطور صناعتها وتوفير الخدمات والمنتجات المختلفة.
وفي النهاية يمكن القول أن قطاع المشروبات والعصائر له مستقبل مشرق في العالم، وسيشهد نمواً كبيراً في الفترة المقبلة، نظراً لإقبال الناس على تناول المشروبات والعصائر الطبيعية والتي تحتوي على المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، وهذا يشجع المصنعين على تطوير وتحسين منتجاتهم، وتلبية احتياجات المستهلكين المتزايدة في جميع أنحاء العالم.