التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط: مستقبل واعد بين التحديات والفرص

التجارة الإلكترونية أو ما يعرف بـ”E-commerce” هي عملية الشراء والبيع عبر الإنترنت، والتي تشمل كل من المنصات الإلكترونية والتطبيقات المختلفة. ويعد الشرق الأوسط من أسرع الأسواق نمواً في مجال التجارة الإلكترونية عالمياً.
وتواجه التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط العديد من التحديات والفرص، وذلك بسبب التغيرات الهائلة التي يشهدها سوق التجارة الإلكترونية على مستوى العالم. ولحسن الحظ، تتميز المنطقة بموقع جغرافي متميز بين قارتين عملاقتين هما آسيا وأفريقيا، مما يجعلها محوراً يربط بين الشركات والمستهلكين في الجزء الشرقي من العالم.
ومن أبرز التحديات التي تواجهها التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط هي عدم تعود المستهلكين على فكرة التسوق عبر الإنترنت، وقلة الثقة في المنصات الإلكترونية، بالإضافة إلى الصعوبات التي يواجهها التجار في إدراة العمليات اللوجستية المتعلقة بتوصيل المنتجات.
ولكن في الوقت نفسه، تكمن الفرص الكبيرة في مجال التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، وخاصةً في الدول العربية، حيث تشهد عدداً كبيراً من السكان الذين يستخدمون الإنترنت بشكل متزايد، وبالتالي يتزايد إقبالهم على التسوق عبر الإنترنت.
وتعتبر المملكة العربية السعودية من أكبر الدول في المنطقة من حيث حجم السوق الإلكترونية، حيث يقدر إجمالي حجم التجارة الإلكترونية في البلاد بأكثر من 7 مليارات دولار، ويتوقع الخبراء أن ينمو هذا القطاع بمعدل 30% سنوياً.
وفي الإمارات العربية المتحدة، تشهد التجارة الإلكترونية نمواً سريعاً، ويرجع ذلك إلى التطور الكبير الذي شهدته المنطقة في مجال التكنولوجيا، والذي أتاح فرصاً كبيرة للشركات لتقديم خدماتها بشكل أسهل وأسرع للمستهلكين.
ووفقاً لتقرير صادر عن شركة “DinarStandard” في عام 2017، يبلغ إجمالي حجم التجارة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة 2.5 مليار دولار، ويتوقع الخبراء أن ينمو بنسبة 25% سنوياً في الأعوام القادمة.
ومن أهم الشركات التي تعمل في مجال التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، شركة “سوق.كوم” التي يقع مقرها في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تتخذ من السعودية ومصر كأكبر أسواقها في المنطقة، وتقدم مجموعة كبيرة من الخدمات والمنتجات المختلفة، كما تعد شركة “نمشي” الإماراتية و”نون” السعودية من بين الشركات الرائدة في مجال التجارة الإلكترونية.
ويعتمد نجاح التجارة الإلكترونية في المنطقة على عدة عوامل، كأن تكون الخدمة سريعة وموثوقة وسهلة الاستخدام، كما يتعين أن يكون البائعون أكثر اعتمادية ومرونة و تقديم خدمات مميزة وجودة عالية للعملاء.
وفي الختام، فإن التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط تمثل مستقبلاً واعداً للإقتصاد العربي، ويتعين على الشركات اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل المشاكل التي تواجهها في السوق، وتسخير كل الإمكانيات المتاحة لتطوير هذا القطاع، وتقديم الخدمات التي تلبي احتياجات المستهلكين في المنطقة، وذلك بهدف تعزيز التنمية الإقتصادية وخلق فرص عمل جديدة في المنطقة.