الماء هو مورد حيوي للإنسان وهو أساسي في الحفاظ على الحياة، ومع ذلك فإن المياه الملوثة هي احد اهم تهديدات الصحة العالمية بشكل عام. ويصبح تقنية تنقية وتحلية الماء أكثر أهمية في معالجة هذا التحدي.
لسنوات عديدة، تم استخدام تقنيات الفلترة التقليدية التي تهدر كميات كبيرة من الماء، لكن عبر تطور التكنولوجيا، وظهور العديد من التقنيات الحديثة في تنقية وتحلية الماء، والتي قد تؤدي إلى تقليل استهلاك المياه وتحسين تلوثها.
الأشعة فوق البنفسجية (UV-C) هي احد التقنيات التي تستخدم في تنقية المياه. وتتضمن هذه العملية مرور المياه عبر مصادر الأشعة فوق البنفسجية، مما يؤدي إلى تدمير الجراثيم والبكتيريا والفيروسات والميكروبات. وتستخدم هذه التقنية على نطاق واسع في العديد من المناطق، حيث أنها سهلة الاستخدام وتقلل من التكاليف اللازمة لتنقية المياه.
يعد التحلية من بين أكثر التقنيات الحديثة استخداما لتنقية المياه. ويحتوي الماء المالح على نسبة عالية من الأملاح والمعادن والمواد العضوية، وهو لا يصلح للاستخدام كما هو، وبالتالي فإنه يتطلب تحلية لاستخدامه في الأغراض الصناعية والزراعية، وفي الاستخدام اليومي للإنسان.
تستخدم تقنيات تحلية المياه المالحة المختلفة، مثل تقنية التناضح العكسي، والتقنية العكسية الحرارية، وتقنية التبخير والتكثيف. كما يستخدم أيضًا الضغط العالي لدفع الماء خلال مرشحات رقيقة جدًا، مما يسمح بإزالة الأملاح بشكل فعال. ويستخدم العديد من هذه التقنيات لتحلية مياه البحر.
في ظل نقص المياه المتزايد، يعد إعادة استخدام مياه الصرف الصحي وإخراجها بحالة جيدة من بين أكثر الاهتمامات والتحديات لتقنية تحلية المياه. ويهدف ذلك إلى توفير كميات كبيرة من المياه المقطرة للاستخدام في الزراعة والصناعة والاستخدامات الداخلية.
وتستخدم التقنيات المختلفة لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، وتشمل: الطريقة الحيوية، ونظام الغشاء الحيوي، والترشيح بالأشعة فوق البنفسجية والأوزون. وتساعد هذه التقنيات في تحويل المياه الملوثة إلى مياه صالحة للاستخدام.
كما توجد تقنيات جديدة في تنقية المياه توفر خيارًا صديقًا للبيئة لتحسين جودة المياه، مثل غسل المياه بالأشعة فوق الصوتية، والتقنية بالميكرويف، والأكسدة الكهروكيميائية. وتمكن هذه التقنيات من إزالة الجراثيم والمواد العضوية والأملاح وغيرها من الشوائب من الماء.
تحظى التقنيات الحديثة في تنقية وتحلية الماء بأهمية قصوى لحماية الصحة العامة وتلبية احتياجات الموارد المائية على المستوى العالمي. وباستخدام هذه التقنيات، يمكن تحسين جودة المياه وضمان توفر دائم للمياه النظيفة للاستخدامات المختلفة، وخاصة في الأماكن التي تعاني من ندرة المياه.