الحب والخيانة: رؤية جديدة في رواية خوف

عندما نتحدث عن الحب والخيانة، فإننا نفكر في الصور والمواقف الرومانسية التي نراها في الأفلام والروايات. ومع ذلك، يعرض الكاتب محمد حسن علوان في روايته “خوف” رؤية مختلفة لهذه العلاقة المعقدة بين الأزواج.

الحب والخيانة

تدور أحداث الرواية حول الزوجين نادية وسامي، الذين يعيشان حياة زوجية جيدة وسعيدة. ومع ذلك، تنقلب حياتهما رأساً على عقب عندما يتم اختطاف نادية واغتصابها على يد مجهولين. بعد عودتها إلى المنزل، تصبح نادية مصابة بصدمة نفسية شديدة وتهرب من واقعها المؤلم إلى عالم من الخيال. وهنا يظهر الحب والخيانة في شكل جديد.

في البداية، يشعر سامي بالشفقة تجاه زوجته الذي يعاني من الصدمة النفسية. ولكن، بدلاً من مساعدتها على تجاوز صدمتها، يجد نفسه متورطاً في رحلة طويلة من الأكاذيب والغموض، والتي تتوقف أخيرًا عندما يفضحها ابناؤهما.

ومن هنا، يأتي لنا الحب كالرجل الغاضب الذي يتحدث من خلال الصفحات، حيث يظهر لنا كمن يهتم بشريكه العاطفي بشكل خاص، ولكنه في الوقت نفسه يشعر بالعجز والفشل كوجود في ظل تلك الأحداث المؤلمة. وتستطيع اختبار الحب والعاطفة بين الاثنين الصعوبات التي يمران بها خلال محور الكابوس، ولكنهما يبدوان عاطفيين للغاية، دون أن يستطيعا أن يتخطاهما بينهما.

رؤية جديدة في رواية خوف

وفي الوقت نفسه، يأتي الخيانة في رواية “خوف” بصورة مختلفة عن الصور المألوفة التي نراها في الأفلام والتلفزيون. ولكن، في رواية “خوف”، يتم تصوير الخيانة على مستوى العلاقة المعنوية بين الأزواج، حيث تتلاشى الثقة والصدق بينهما. ويصبح الخيانة سلاحاً يستخدمه الحبيبان ضد بعضهما البعض.

لقد أظهر هذا النوع من الخيانة كيف يمكن للأزواج أن يستغلَّوا ضعف بعضهما البعض لأغراضهم الشخصية، بدلاً من ان يخلصا معًا من الألم الذي يشاركان فيه في الحياة.

ويمثل هذا النوع من الخيانة النوع الأكثر خطورة لأنه يؤثر على التواصل العاطفي بين الأزواج. على سبيل المثال، يمكن للزوجة التي تعاني من ضعف نفسي، أن تشعر بالتصرفات البغيضة الخافية لخيانة شريكها، مما يزيد من الأزمة والاحتمالات الغير مرغوبة.

ولذلك، فإن رواية “خوف” تدعو القارئ إلى اضطلاع برؤية جديدة للحب والخيانة. وتعيين عوان كارتوبوسًا، محطات للثقة والصدق بين الأزواج، حيث تتشارك بينهم قيم التضامن والإنسانية، وتغرق العلاقات في بحر المحبة والعاطفة والامل.

وفي النهاية، فإن الرواية تحتوي بالفعل على دروس كبيرة حول الحب والخيانة. حيث تشير إلى أن المبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية يجب أن تنعكس في العلاقات الزوجية، ويرتقي بثباتهما باعتبارهم متحدَّين، بين الحب والذي لا يمكن بدله.