إذا كنت تبحث عن أهم أسباب الاضطرابات النفسية عند النساء، فهذا المقال سيقدم لك الإجابات الكافية عن كل ما يتعلق بالاضطرابات النفسية عند النساء. تعتبر المرأة ذات طبيعة خاصة، حساسة وعاطفية، ولها مشاعر حساسة. بالإضافة إلى ذلك فإن التركيبة الفسيولوجية لجسم الأنثى دقيقة وتحكمها الهرمونات التي غالبا ما تتغير نسبها باستمرار نتيجة الدورة الشهرية، على سبيل المثال الحمل والولادة وغيرها. وكذلك المجتمع، وخاصة مجتمعنا الشرقي، يفرض على المرأة قيوداً كثيرة ويحصرها في إطار ضيق. كل هذا يسبب تقلبات مزاجية حادة واضطرابات نفسية كثيرة تعاني منها المرأة في كافة الأعمار.

عناصر المقال

ما هي أهم أسباب الاضطرابات النفسية عند النساء؟

هناك أسباب كثيرة مسؤولة عن الاضطرابات النفسية، بعضها يكون نتيجة خلل عضوي مثل مشكلة في الأعصاب أو الدماغ. والقسم الآخر ناتج عن تجارب حياتية وصدمات أثرت على الإنسان إلى درجة هزت كيانه وسببت له الاضطرابات. ويمكن تصنيف هذه الأسباب على النحو التالي:

الاضطرابات العصبية

إن أي خلل في تكوين الجسم يترك أثراً واضحاً على الصحة، سواء كانت جسدية أو نفسية. ومن أبرز العوامل التي تسبب الاضطرابات النفسية هو وجود خلل في الدوائر العصبية لدماغ الإنسان. وبالمثل، فإن الجينات المسؤولة عن توليد الناقلات العصبية يتم تثبيطها عند التعرض لضغوط نفسية شديدة. ما الذي يدفع الإنسان إلى الإصابة بالأمراض النفسية. بالإضافة إلى ذلك فإن بعض المشاكل أو العيوب التي تؤثر على الخلايا العصبية أو نقص البروتين تؤثر على نقل الأوامر العصبية وتسبب اضطرابات نفسية متعددة.

الجينات

الأمراض العقلية ليست موروثة مباشرة. بل ما يورث هو القابلية للإصابة أو مدى الاستعداد الوراثي لمثل هذه الأمراض. ويمكن للإنسان أن يتجنب هذه الإصابات الموجودة في تاريخه العائلي إذا اتبع التعليمات التالية:

  • تقوية المناعة الذاتية.
  • اتخاذ منعطفا إيجابيا في الحياة.
  • اعمل على التحكم في مشاعرك وأفكارك ومراقبتها وتطويرها.
  • بحث موضوعات الذكاء العاطفي والاستفادة منها في التعبير عن المشكلات والتحكم في الانفعالات. تحليل وفهم مشاعر الآخرين.
  • القدرة على إدارة مشكلات الحياة والتعامل معها بعناية وحكمة ومرونة. القدرة على البقاء قوياً، واعتماد مبدأ عيش اللحظة والابتعاد عن التفكير الزائد الذي يخلق الضغط.

تجارب ومواقف الحياة وتأثيرها على النفس

يعيش الإنسان تجارب كثيرة في حياته، بعضها ممتع وجميل ويترك أثراً إيجابياً فيه. والآخر يتمثل في التجارب الصعبة التي تترك بصمة وآثاراً على شخصية الإنسان مدى الحياة. ومن أهم التجارب الحياتية التي يمكن أن تتعرض لها المرأة وتتركها مضطربة هي:

  • تتعرض للتحرش من زملائها وأصدقائها، ويمكن أن يكون التحرش بسبب مظهرها أو بسبب معاناتها من مشكلة صحية مثل التأتأة مثلاً.
  • كما تتعرض بعض الفتيات للتحرش الجنسي في سن مبكرة ويظل لديهن شعور بالخوف والانزعاج ويعانين من قلق مزمن.
  • عدم اهتمام الوالدين في مرحلة الطفولة والتمييز بين الأطفال يجعل الفتاة تفقد ثقتها بنفسها وبأهميتها. يجعلها تشعر بأنها غير محبوبة ويحدث اضطرابات كثيرة في روحها.
  • الصدمات العاطفية، مثل الخيانة أو هجر الحبيب، تترك المرأة مكسورة، حزينة، ضعيفة وعرضة للاضطرابات النفسية.
  • إن فقدان شخص عزيز عليه بالموت، مثل أحد الوالدين أو الابن أو الزوج أو الصديق، يكفي لإرسال المرأة إلى دوامة من الحزن والاكتئاب.

– الخلل الهرموني يسبب تقلبات مزاجية

جسد المرأة تحكمه هرموناتها، والتي تتغير حسب دورتها الشهرية، وحالتها الصحية، والأسباب العديدة التي تعيشها طوال حياتها. وخاصة هرمون الاستروجين الذي ينخفض ​​في الفترات التالية:

  • قبل عدة أيام من الحيض.
  • فترة ما بعد الولادة أو ما بعد الولادة.
  • سن اليأس، ويختلف من امرأة إلى أخرى، لكنه عادة ما يكون بين سن 45 و50 عامًا.

الهرمونات الأنثوية والحالة النفسية في سن اليأس

أثناء انقطاع الطمث، تنخفض الهرمونات الأنثوية حتى يتوقف الحيض. ينخفض ​​هرمون الاستروجين، مما يزيد من الاكتئاب والتوتر، مما يترك المرأة في حالة عصبية وغضب دائمة. في حالات الاضطرابات الشديدة، يتم استخدام العلاجات الهرمونية لتعويض الجسم عن فقدان هرمون الاستروجين.

الهرمونات الأنثوية والحالة النفسية في فترة ما بعد الولادة

تبدأ مرحلة ما بعد الولادة بالولادة، وتنخفض كميات هرمون الاستروجين بشكل ملحوظ مقارنة بما كانت عليه أثناء الحمل. يسبب مشاكل خطيرة تتمثل في الاكتئاب، وهو أمر شائع لدى نسبة كبيرة من النساء بعد الولادة. في الحالات الشديدة، يتم العلاج باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب أو العلاج بالهرمونات البديلة.

تأثير الهرمونات في مرحلة ما قبل الحيض

تعاني الكثير من النساء من اضطرابات نفسية في فترة ما قبل الدورة الشهرية، مثل التوتر والاكتئاب والعصبية والأرق وتقلب المزاج دون سبب واضح. ويصاحبه أعراض جسدية مثل تورم وألم في البطن وزيادة الوزن وألم في الثدي. وعادة ما تنتهي كل هذه الأعراض في اليوم الأول أو الثاني من الدورة الشهرية.

وفي الختام ترى أن أسباب الاضطرابات النفسية لدى المرأة كثيرة ومتنوعة. بعضها يكون عرضيًا وينتهي من تلقاء نفسه، أما النوع الخطير فيتطلب استشارة خبير نفسي.