السكري والصيام: هل يمكن أن يؤدي الصيام إلى مشاكل صحية أكبر؟

السكري والصيام: هل يمكن أن يؤدي الصيام إلى مشاكل صحية أكبر؟
يشار إلى الصيام بأنه الامتناع عن الطعام والشراب لفترة محددة من الوقت، ويُمارَس في العديد من الثقافات والديانات في العالم. ويرتبط الصيام بالعديد من المزايا الصحية، مثل الحد من السمنة وارتفاع ضغط الدم وتقليل مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.
لكن، بالنسبة لمرضى السكري، الأمر يُحدث مشكلة في الإجمال، فالصيام قد يؤدي إلى تضخم سريع في مستويات السكريات في الدم، مما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية محتملة. حتى الآن، لا يوجد اتفاق حول وسائل التعامل مع الصيام لدى مرضى السكري، ولا تزال الدراسات تجري للوصول إلى حلول مناسبة وآمنة لهم.
في هذا المقال، سنتحدث عن أهم المخاطر الصحية التي يمكن أن تحدث بسبب الصيام لمرضى السكري، وكيفية تفادي هذه المخاطر.
تضخم السكريات في الدم:
الصيام يزيد من احتمال تضخم مستويات السكريات في الدم لدى المرضى المصابين بنوع السكري الأول، وهو الذي يهاجم جهاز المناعة الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، الهرمون الذي يعمل على خفض مستويات السكر في الدم.
ويُحدث التضخم في مستويات السكر في الدم نتيجة لعدم تناول المرضى الطعام بشكل منتظم، وهو الأمر الذي يجعل حاجة الجسم للإنسولين تزيد، مما يجعل من الصعب على الجسم تنظيم مستويات السكريات في الدم بشكل صحيح.
هناك بعض الأدلة العلمية التي تشير إلى أن التضخم في مستويات السكر في الدم الذي قد يحدث نتيجة الصيام يمكن أن يؤدي إلى أمراض صحية محتملة، مثل التهاب البنكرياس، ومتلازمة السكري الجاف.
تثبيط الهرمونات المسؤولة عن اللياقة البدنية:
الصيام قد يؤدي إلى تثبيط نشاط الهرمونات المسؤولة عن اللياقة البدنية، مما ينتج عنه فقدان العضلات مع تحفظ نسبة الدهون، وهو الأمر الذي قد يزيد من مستويات السكريات في الدم لدى المرضى المصابين بنوع السكري الثاني.
يمكن للأفراد المصابين بنوع السكري الثاني أن يحتفظوا بنسبة السكر في الدم في مستويات طبيعية عن طريق ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم. ولكن، إذا كانوا يتبعون روتينًا مؤقتًا من الصوم، قد يشعرون بالتعب بسبب نقص الطاقة، مما يجعل من الصعب عليهم ممارسة التمارين الرياضية.
تفاقم مشاكل صحية أخرى:
يمكن للصيام أن يؤدي إلى تفاقم مشاكل صحية أخرى لدى مرضى السكري، مثل الإفراط في تناول الطعام أو السوائل بعد فترة الصيام. ويُحدث هذا الأمر ارتفاعًا سريعًا في مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى تضرر الأوعية الدموية والأعصاب.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للصيام أن يزيد من مستويات الكولسترول الضار في الدم ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. وهذا الأمر قد يؤدي إلى تفاقم مشاكل صحية أخرى لدى المرضى المصابين بمرض السكري.
إذا كنت مريضًا بمرض السكري وتفكر في الصيام، فينبغي عليك الحرص على التحدث مع الطبيب الخاص بك قبل القيام بذلك. وسيقوم الطبيب بتقييم حالتك الصحية والتأكد من أنك تستطيع تحمل صيام مع المرض الذي تعاني منه.
كما يجب عليك الحرص على تناول وجبات خفيفة في حال شعرت بالعطش أو الرغبة في تناول الطعام خلال فترة الصيام. ويمكن لمرضى السكري أن يتناولوا الكربوهيدرات المكررة وبشكل منتظم لمنع تضخم مستويات السكر في الدم.
وأخيرًا، يجب علينا أن نذكر أن الصيام له فوائدٌ صحية ذات فائدة للجسم، ولكن يتعين على مرضى السكري أن يتعاملوا بحذر مع هذه العملية. ويجب على المرضى الأخذ بالنصائح الطبية قبل القيام بأية تغييرات في النظام الغذائي الخاص بهم، سواءً كان ذلك بشأن الصيام أو غيره من الأمور.