النوم هو عملية حيوية ضرورية لصحة الجسم وعقله. ولقد رأينا التأثير الكبير للنوم على حياتنا اليومية وصحتنا بشكل عام. وتلك العلاقة بين النوم والذاكرة هي موضوع حديث الكثير من الباحثين والمهتمين بالصحة العقلية، حيث أن هنالك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن النوم يؤثر بشكل كبير على الذاكرة والتعلم.
قد يتساءل البعض، كيف يؤثر النوم على الذاكرة والتعلم؟ الإجابة تكمن في عملية الإندماج الأساسية التي يحدثها الدماغ خلال النوم، والتي تتأثر بشكل كبير بجودة وكمية النوم التي نحصل عليها.
أولاً، يجب أن نفهم تأثير النوم على الذاكرة، والطريقة التي يتم بها التأثير. تتمثل العملية الأساسية فيما يسمى بإعادة إحياء ذاكرة الرؤوس -بالإنجليزية (memory consolidation). وتتمثل هذه العملية في معالجة وتحويل الذاكرة من الذاكرة القصيرة الأجل إلى الذاكرة الطويلة الأجل، وهذه العملية تحتاج إلى الراحة والنوم.
حيث أنه خلال النوم، يتم تعزيز الذاكرة الصادرة من الذاكرة القصيرة الأجل، وتحويلها إلى الذاكرة الطويلة الأجل القابلة للاسترجاع أو الإستدعاء بسهولة. وإذا لم يتم النوم بشكل كافٍ، فإن هذه العملية الحيوية ستتأثر تأثيراً سلبياً على الذاكرة.
عملية الإندماج التي تحدث خلال النوم تعمل على ترتيب وتنظيم الذكريات والتجارب التي يواجهها الإنسان في فترة يومه، وتحفظها للحصول عليها في وقت لاحق. وهذا يعني أن النوم يلعب دوراً هاماً في تحفيز الدماغ على تثبيت الذاكرة الطويلة الأجل.
لذا فإن قلة النوم أو تشويش النوم سيؤثران على تلك العملية، ومن ثم على الذاكرة. وبما أن النوم يمكن أن يؤثر سلبًا على الذاكرة، فإن الحفاظ على أنماط نوم منتظمة، وجودة النوم الجيدة، سوف يساعدان في تحسين الذاكرة الطويلة الأجل والتعلم.
من الهام جداً معرفة الأخطاء الشائعة في النوم التي تؤثر على الذاكرة، وهذا ما يجب تفاديه:
1- قلة النوم:
تشير الدراسات إلى أن النوم الليلي الصحيح والكافي يتراوح بين 7 و 9 ساعات، وقلة النوم ستؤثر بطريقة سلبية على الذاكرة وقدرة الشخص على الإدراك والتركيز والتعلم.
2- تشويش النوم:
عندما يصبح النوم ليس عميق ومتواصل طوال الليل، فإن الذاكرة والتعلم قد يتأثران. ويجب الحرص على النوم المتواصل لفترة طويلة دون الإفاقة الشائعة.
3- تأخر النوم:
قد يؤدي التأخر في النوم إلى إصابة الشخص بالتعب الشديد في اليوم التالي، مما يؤثر على الذاكرة والتعلم. والحفاظ على نوم منتظم يساعد في الحفاظ على الذاكرة الطويلة الأجل.
4- تناول المنبهات:
تناول المنبهات قبل النوم قد يؤثر بشكل سلبي على النوم والذاكرة، وعلى قدرة الشخص على الإدراك والتعلم.
خلاصة: النوم هو جزء أساسي من التعلم والذاكرة. وعندما يشعر الشخص بالتعب فإن الذاكرة والتعلم قد يتأثران بسبب عدم الحصول على نوم كافٍ وجيد. لذا يجب الحرص على الحصول على نوم جيد ومنتظم كونه يساعد في التخلص من التعب واستعادة طاقة الدماغ والجسم، ويساعد في الحفاظ على الذاكرة الطويلة الأجل وتحسين التعلم.