بعد مرور عقد من الزمن، قرر مصرف ليبيا المركزي أخيرًا العودة كـ”مؤسسة موحدة”، وهذا القرار يعتبر خطوة هامة نحو استعادة الاستقرار وتوحيد السلطة المصرفية في البلاد. كان ليبيا تعاني من تجزئة السلطة المصرفية والتنافس بين البنوك المركزية الموجودة في الشرق والغرب، مما أثر سلبًا على الاقتصاد الليبي وزاد من حالة الفوضى والتباين في السياسة النقدية والمالية.
وتأتي هذه الخطوة بعد اتفاق سياسي تاريخي أبرم بين الجانبين المتنازعين على السلطة المصرفية في ليبيا. حيث تم التوصل إلى اتفاق تفضيلي لتوحيد البنوك المركزية المنتمية لكل جانب، وبناء مؤسسة واحدة تكون مسؤولة عن إدارة الشؤون المصرفية والنقدية في البلاد.
وبفضل هذه الخطوة، من المتوقع أن تنعكس الإيجابيات على الاقتصاد الليبي وعلى حياة المواطنين. فالمؤسسة الموحدة ستتمتع بقدرة أكبر على التحكم في السياسة النقدية وتقديم الدعم المالي للمواطنين والشركات وتعزيز النمو الاقتصادي. وسيتم توجيه الاستثمارات والمساعدات الدولية بشكل أفضل، مما يعزز الثقة الدولية في الاقتصاد الليبي ويفتح آفاقًا واسعة للتعاون الاقتصادي مع الدول الأخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، ستنخفض مخاطر الاحتيال وتبيض الأموال وغسيل الأموال، نظرًا للتركيز الأكبر على مكافحة الفساد المالي والمصرفي. وبالتالي، فإن رفع التجزئة المصرفية في البلاد سيتيح للحكومة تقديم خدمات مصرفية أفضل ومنظومة مصرفية محدثة ومتطورة، مما يسهم في تعزيز الثقة بين الحكومة والمواطنين.
باختصار، يُعد قرار مصرف ليبيا المركزي العودة كـ”مؤسسة موحدة” إشارة إيجابية قوية لاستعادة الاستقرار الاقتصادي والمصرفي في ليبيا، والعمل على توحيد السلطة المصرفية وتحقيق التنمية الاقتصادية في البلاد.
إقرأ أيضا:أسرار كلام الحبيب الذي تدل على حبه لكقال محافظ مصرف ليبيا المركزي ، الأحد ، إن البنك عاد كمؤسسة سيادية موحدة ، بعد قرابة عقد من الانقسام إلى فرعين بسبب الحرب الأهلية.
وجاء اعلان المحافظ الصديق عمر الكبير بمقر البنك بطرابلس بعد لقاء نائب المحافظ ماري مفتاح رحيل ومديري فرعي البنك بطرابلس وبنغازي.
ينقسم مصرف ليبيا المركزي إلى فرعين في غرب وشرق البلاد منذ عام 2014 بعد ظهور إدارة موازية في الشرق ، مع تقسيم ليبيا نتيجة حرب أهلية.
انزلقت ليبيا في حالة من الفوضى بعد الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011 بدعم من الناتو.
قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية ، عبد الحميد الدبيبة ، “هذه علامة فارقة مهمة في تعزيز أداء هذه المؤسسة السيادية المهمة ، مع التزامنا المستمر بالتكامل وتعزيز إجراءات الشفافية والإفصاح التي تتبناها حكومتنا”. على منصة X.
أشار البنك المركزي في كانون الثاني (يناير) إلى نيته التحرك نحو إعادة التوحيد كجزء من دفعة السلام بعد الهدنة ، وأصدر تعليماته إلى شركة الخدمات المهنية Deloitte للمساعدة في الانتقال.
إقرأ أيضا:استخدام خدمات البنوك الرقمية: كيف تجعل حياتك المالية أسهل؟بارك رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح توحيد مصرف ليبيا المركزي ودعا جميع المؤسسات والهيئات في البلاد إلى الاقتداء بهذه الخطوة في إنهاء حالة الانقسام في مؤسسات الدولة.