يعاني الكثير من الأشخاص من أمراض الجلدية، وقد يكون تأثير الضغوط النفسية هو السبب وراء تفاقم هذه الأمراض وصعوبة علاجها. فلقد ثبت علمياً أن الضغوط النفسية والاكتئاب يمكن أن يؤثران على جهاز المناعة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض الجلدية.
تؤثر الضغوط النفسية على الجهاز المناعي
الضغوط النفسية يمكن أن تؤثر على صحة الجلد بشكل مباشر، نظراً لأن الجهاز المناعي يكون عرضة للتغييرات النفسية. فالضغوط النفسية الشديدة تؤدي إلى زيادة إنتاج بعض الهرمونات، مما يؤثر على جهاز المناعة ويجعله أقل قدرة على مكافحة الجراثيم والفيروسات.
وبما أن الجلد يعتبر أحد الجهات الحيوية المهمة في الجهاز المناعي، فإن أي تغيير في طريقة عمل هذا الجهاز يؤثر على صحة الجلد بصورة مباشرة. والنتيجة الطبيعية لذلك هي تفاقم الأمراض الجلدية الموجودة، مثل الصدفية والأكزيما.
الأكزيما
الأكزيما هي أحد الأمراض الجلدية الشائعة التي يمكن أن تتفاقم بسبب الضغوط النفسية. فالأكزيما عبارة عن حساسية مفرطة للجسم تجاه بعض المواد، وتتميز بالحكة والجفاف والتشققات في الجلد.
وقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من الأكزيما يفرزون كميات أكبر من الكورتيزون في جسمهم عند مواجهتهم للضغوط النفسية، مما يجعل حالتهم تتحسن بالنسبة لفترة قصيرة، قبل أن تزداد تفاقماً مع الوقت.
الصدفية
الصدفية هي أحد الأمراض الجلدية الأكثر شيوعاً، وهي تحدث بسبب اضطراب في جهاز المناعة يؤدي إلى تكاثر الخلايا بشكل سريع جداً، مما يؤدي إلى ظهور بقع حمراء وسميكة في الجلد.
وبسبب الاضطراب النفسي، يصبح جهاز المناعة غير قادر على التعامل مع هذا التكاثر الزائد، مما يؤدي إلى تفاقم حالة الصدفية وعدم تحسنها.
علاج الأمراض الجلدية المرتبطة بالتوتر النفسي
هناك العديد من الخيارات العلاجية المختلفة التي يمكن استخدامها لعلاج الأمراض الجلدية المرتبطة بالتوتر النفسي، وتشمل ما يلي:
1- العناية بالجلد والإبتعاد عن المطحون الناجم عن الضغوط النفسية.
2- استخدام المستحضرات المخصصة لعلاج الصدفية والأكزيما، مثل المراهم المضادة للالتهابات والمرطبات.
3- الرياضة والنشاط البدني، الذي يعتبر من أفضل الوسائل لتخفيف التوتر النفسي وتحسين صحة الجلد.
4- العلاج النفسي، الذي يشمل العديد من العلاجات المختلفة، مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالتحدث.
5- العلاج بالأدوية، حيث يستخدم بعض الأدوية المخصصة لعلاج الاكتئاب والضغوط النفسية.
في النهاية، فقد أثبتت الدراسات أن التوتر النفسي قد يؤثر على صحة الجلد بشكل كبير، ويزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض الجلدية. ولتجنب هذا التأثير السلبي، ينبغي على الأشخاص تحسين إدارة التوتر النفسي الخاص بهم واتباع نمط حياة صحي. وإذا كانت الأمراض الجلدية قد تفاقمت بسبب التوتر النفسي، ينبغي استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.