تعد السرطان واحدة من أكبر المشاكل الصحية التي تواجه العالم في الوقت الحالي. حيث يعتبر السرطان من الأمراض الخبيثة التي تتسم بالنمو الغير طبيعي للخلايا في الجسم، وتزايد الخلايا السرطانية بشكل سريع وغير مسيطر عليه يؤدي إلى تأثير كبير على العضو المصاب وبالتالي يمكن أن تسبب الموت.
على الرغم من أن هناك عدة عوامل أخرى قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، إلا أن هناك خطورة كبيرة تتعلق بتعاطي التبغ والتدخين. فالتدخين يعتبر أكبر عوامل الخطر عندما يتعلق الأمر بالسرطان، حيث وفقًا للدراسات العلمية، فإن التدخين يعزز نمو الخلايا السرطانية ويزيد من احتمالية انتقالها إلى أجزاء أخرى من الجسم.
في الواقع، فإن التدخين يعتبر العامل الرئيسي في أكثر من 80٪ من حالات سرطان الرئة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التدخين يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الإصابة بالسرطان في الفم، الحنجرة، القولون والمستقيم، والمثانة، والكلى، والبنكرياس، وحتى الثدي.
ومن أجل توضيح هذه العلاقة بين التدخين والسرطان، نرجع إلى دراسة حديثة نُشرت في مجلة the New England Journal of Medicine. حيث قام باحثون من مراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية بدراسة بيانات حول التدخين وحالات الإصابة بالسرطان في الولايات المتحدة منذ عام 2000.
وقد اتضح من خلال هذه الدراسة أن هناك علاقة قوية بين التدخين والسرطان. وفقًا للدراسة، فإن التدخين يعتبر العامل الرئيسي في حوالي 32% من حالات الوفاة الناجمة عن سرطان الرئة في الولايات المتحدة. كما أن التدخين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان بنسبة تتراوح بين 2 و 28 مرة أكثر من غير المدخنين.
وفي هذا الصدد، يعتبر السرطان من الأمراض الخطيرة التي تتطلب الكثير من الجهود لتفاديها، والوقاية منها. ولذلك فإن تجنب التدخين يعد أحد أهم الإجراءات الوقائية لتقليل الخطر المتعلق بالإصابة بالسرطان.
و من المهم الإشارة إلى أن التدخين يعتبر عاملاً قابلاً للتحكم، و يمكن تفاديه بالإقلاع عن التدخين، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال برامج إقلاع عن التدخين، و مسببات مساعدة في الإقلاع عن التدخين.
و في النهاية، فإن الدراسات العلمية تؤكد بشدة على أن التدخين يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، كما أن التدخين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان بنسبة تصل إلى 28 مرة أكثر من غير المدخنين. لذلك، يجب الالتزام بعدم التدخين وتجنب التدخين السلبي وتوعية المجتمع لتخفيف الخطر الذي يشكله التدخين على الصحة العامة.