رؤية السعودية 2030 هي الخطة الاستراتيجية الوطنية التي أُعلنت عنها في عام 2016، وتهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في المملكة العربية السعودية. ولأن الصحة هي أحد أهم مؤشرات التنمية الشاملة، فإن قطاع الصحة يعتبر من القطاعات الأساسية التي تشغل مكانة مهمة في هذه الرؤية.
تتمثل أهداف القطاع الصحي في رؤية السعودية 2030 في تحسين نوعية الخدمات الصحية وتقديمها وفق معايير ومقاييس عالمية، وتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية وتوسيع قاعدة المستفيدين منها. كما تهدف الرؤية إلى تعزيز ثقافة الوقاية والصحة الوقائية والترويج لنمط حياة صحي للمجتمع.
ولتحقيق هذه الأهداف، يتطلب العمل في القطاع الصحي التركيز على العديد من التحديات التي تواجهها المملكة. من أبرز هذه التحديات القضاء على الفجوة الصحية بين المناطق الحضرية والريفية، وزيادة عدد الأطباء والممرضين والمهنيين الصحيين المدربين والمؤهلين، وتوفير بيئة عمل ملائمة ومحفزة للمهنيين الصحيين.
كما يتطلب العمل في القطاع الصحي أيضًا إدخال تحسينات على مستوى البنية التحتية والإمكانيات المتاحة في المنشآت الصحية، وتحسين جودة الخدمات والتأكد من موائمتها للاحتياجات المجتمعية، وتشجيع الابتكار والبحث العلمي في مجال الصحة.
وانطلاقًا من هذه التحديات، توجه القطاع الصحي في رؤية السعودية 2030 نحو تنفيذ مبادرات شاملة تركز على إيجاد حلول مضاعفة لتلبية احتياجات المواطنين في هذا القطاع. ومن أبرز هذه المبادرات:
1. تنمية بيئة عمل متميزة ومحفزة للمهنيين الصحيين، وذلك من خلال إعداد خطط تدريبية وتعليمية مستمرة لتحديث مهاراتهم الصحية، وتوفير بيئة عمل تشجع الابتكار والتفوق العلمي.
2. تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة، وذلك من خلال:
– زيادة الوعي الصحي لدى المواطنين حول الأمراض المزمنة والأساليب الصحية السليمة.
– توسيع الخدمات الصحية خارج المستشفيات الحكومية لتشمل مناطق بعيدة النطاق.
– تطبيق أحدث التقنيات والوسائل الطبية الحديثة، وتحديث المنظومات الإلكترونية الصحية.
3. تقديم خدمات صحية شاملة ومتاحة للجميع، مع التركيز على توفير ذلك في المناطق النائية والمحرومة، وتسخير التقنيات الحديثة والذكية لتقديم هذه الخدمات.
4. تنمية الإطار اللوجستي المتعلق باستيراد الأدوية والمستلزمات الصحية، وذلك عن طريق تحسين نوعية هذه المستلزمات وتقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين.
5. تشجيع البحث العلمي والابتكار في مجال الصحة، وتوفير مزيد من الفرص لتطوير المشاريع البحثية والابتكارية في هذا المجال.
ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، يجب على القطاع الصحي في المملكة العمل بتنسيق وتوازن نحو فعال ومتوازن، وذلك عن طريق تكثيف التنسيق الحكومي بين الجهات المسؤولة وتحسين التعاون بين القطاع الخاص والعام في هذا المجال، وتوفير المزيد من التمويل اللازم لدعم مبادرات الصحة المتاحة.
ومع تحقيق هذه الأهداف، ستتمكن المملكة العربية السعودية في 2030 من الوصول إلى مستويات أفضل من الصحة والرفاهية لمواطنيها، وتحقيق أهداف التنمية الشاملة ككل بشكل أفضل وأكبر.