منوعات

رواية عادت من الموت للكاتبة ابتسام شوقي

رواية عادت من الموت للكاتبة ابتسام شوقي

الأم اكبر نعمه في الوجود، من غيرها بنحس بالضياع، وانا أمي مكنتش زي اي ام تانيه، دي كانت امي وصاحبتي وسري، أبويا مات وسابنوا لبعض، وقتها كان عمري 15 سنه، أبويا كان مقاول محترم وليه سيطه، والحمد لله سابنا مستورين، بيت في الطلبيه وشقه تمليك في الاسماعيليه وعربيه ده غير الفلوس اللي في البنك، اصل ابويا كان راجل بيحب شغله اوي، ومكنش عنده عيال غيري، الله يرحمه، الناس كلها كانت بتشكر فيه وفي معاملته الطيبه، صحيح الكلام خدنا ونسيت مناعرفكم بنفسي، انا ايهاب، وزي ما قولتلكم اتحرمت من أبويا وانا يادوب زرعه خضره، ماعديتش ال 15 سنه وقتها، ومكنش ليا غير أمي، هي اللي اهتمت بيا وبعلامي، كانت اقربلي من نفسي شفت حنية الدنيا معاها، بتخاف عليا من الهوي، عمري ما حسيت اني يتيم أو أن ابويا مش موجود بالعكس هي كانت ماليا عليا حياتي، مهما حكيت أو وصفت مش هاكفيها حقها، أمي كانت أعظم ام، واكيد كل واحد فيكم بيقول علي أمه نفس الكلمه، الام فعلاً نعمه، لكن تخيل بقي لما النعمه دي تروح منك، وفي لحظه بتلاقي نفسك خسرت اهم شي في حياتك، وبتتمني وقتها أنه يرجعلك ولو يوم واحد أو حتي تسمع صوته

رواية عادت من الموت للكاتبة ابتسام شوقي

الموضوع بدأ معايا لما أمي بدأت تحس بضيق في التنفس وتعب شديد اوي في صدرها، مكنتش مستحمله الألم، خدتها وروحنا للدكتور اللي بعد التحاليل والأشعة اكتشفنا أن عندها ورم خبيث علي الرئ اليمين، الصدمه صعبه اوي عليا، لكن الغريب أنها اتقبلت الموضوع بكل رضي، مش بس كده دي كانت بتحمد ربنا وبتصلي كمان، ورغم الألم والتعب اللي كانت بتحس بيه إلا أنها كانت بتضحك وتهزر وكأنها سليمه وبصحه وسعيده في حياتها، ولما كنت بسألها كانت بتقول: والله يابني انا كل مابشوفك بفرح وبحمد ربنا أنه قدرني علي تربيتك تربيه كويسه، وكبرت وخلصت الجامعه واتعينت في شركه محترمه، انا كده مش قلقانه عليك، هاسيبك وانا مرتاحه، اتنهدت أمي وكملت كلامها، انا بس يابني كان نفسي اشوفك مع بنت الحلال اللي تصونك وتشوف طلاباتك عشان اكون متطمنه عليك اكتر، لكن هاعمل ايه نصيبي خلص من الدنيا والحمد لله علي كل حال

إقرأ أيضا:جمع بين الخيال والرومانسية: آسرة الأنظار والعقول في الروايات الخيالية الرومانسية

رواية عادت من الموت

وقتها اترميت في حضنها وفضلت ابكي زي العيال الصغيره ، مقدرتش امنع نفسي من البكي ، طبطبت أمي عليا وضحكت وهي بتقول: ايه يا واد هاتعدد عليا من دلوقتي مانا قدامك زي الجن اهو ، لأ بقولك ايه انا مبحبش العياط والكلام الفاضي ده انت عارف طول عمري بحب الضحك والفرفشه فاسيبك من جو الحزن ده ويالي قوم اتصل بالواد اللي بيجيبلنا الأكل، مسحت دموعي وقولتلها:واد مين ده اللي بيجيبلنا ، اه تقصدي الدليفري، ضحكت وقالتلي: ايوه هوه ده ، يالي كلمه انا عزماك النهارده شوف نفسك تاكل ايه وهاته ، لحد ما اريح جوه شويه بس اسمع اوعي يكون الأكل فيه شطه ، انت عارف انا مبحبش الأكل الحراق، هزيت راسي وقولت: حاضر ياست الكل من عنيا، ودخلت ماما اوضتها عشان ترتاح ، وانا اتصلت بالدليفري وطلبت فرخه مشويه ورز مع السلاطات ،انا عارف ان ماما بتحب الاكله ده اوي ،صحيح الأكل من اديها اطعم بكتير لكن هي مكنتش قادره تقف في المطبخ ، انا عارف ان المرض بياكل في جسمها ، لكن أنا بدعي ربنا أنه يعفو عنها ويريحها من آلامها

رواية عادت من الموت

وبعد حوالي تلت ساعه الدليفري وصل واستلمت الأكل ، وجبت صنيه وفضيت الأكل في أطباق ومكنش فاضل غير اني اصحي ماما عشان تاكل معايا ، دخلت اوضتها وقعدت جنبها وحاولت اني اصحيها: ماما ، قومي ياغاليه الأكل وصل،، لكن ماما مرضتش عليا ، مسكت اديها واستغربت ، اديها كانت برده ، وشها شاحب ، وقتها حسيت بقبضه في قلبي ومن غير ما احس صوتي علي وانا بقولها : اصحي يا ماما ، قومي ، لأ اوعي تكوني سبتيني ، اوعي تسبيني يا امي انا محتاجلك ، انا مليش غيرك ، والنبي يا أمي تفتحي عنيكي والنبي ردي عليا، فجأة لقتني بصرخ وبقول : لا يا امي متسبينيش يا امي، وفضلت اصرخ بصوت عالي وانا واخدها في حضني ، لدرجة أن الجيران كسروا عليا باب الشقه ودخلوا لقوني منهار ومش داري بحد ، الموقف كان صعب اوي عليا اصعب من اني استوعبه أو اتحمله ، الجيران شدوني من جنبها بالعافيه واتصلوا بخالي ، وبصراحه خالي هو اللي عمل كل حاجه ، اتصل بالمغسل والدكتور اللي كتب تصريح بالدفن وكلم التربي عشان يفتح التربه ، كل ده وانا كنت في عالم تاني ، مش مستوعب اي حاجه ، حاسس اني بحلم أو في كابوس واكيد هاصحي منه

إقرأ أيضا:دليل الكويت 2023: أهم المعالم السياحية والترفيهية والثقافية

الكاتبة ابتسام شوقي

مش قادر اوصفلكم اليوم ده مر عليا ازاي ، انا نفسي مش فاكر معظم تفاصيله ، كل اللي كان في بالي وقتها اني مقدرش اعيش وهي مش معايا ، حاجه من الاتنين يااما انا اموت معاها يااما هي ترجع للحياه من تاني وتعيش معايا .

ولما وصلنا للمدافن وقتها كنت في قمة انهياري ، لدرجة اني مكنتش قادر اشيل معاهم الخشبه ، اصعب لحظه لما شوفتهم بينزلوا بيها تحت الأرض ، وقتها نزلت معاهم ، وقعدت جنبها جوي التربه ، قولتلهم مش هاسيب أمي لوحدها ، هي مبتحبش الاماكن المقفوله وبتخاف من الضلمه ، سيبوني معاها وامشوا انتوا ، وبعد ما خلصت كلامي لقيت خالي مسك ايدي وشدني وهو بيعيط ويقول ” حرام عليك بقي اللي بتعمله ده ، ده بيتها الأبدي ، اطلبلها الرحمه يابني” كان بيقولي الكلام ده وهو بيشد ايدي وبطلع بيا بره التربه ، اقسملكم بالله اني ماكنتش مستوعب اي شي وقتها ، وبعد العزا وبعد ما كل واحد راح لحاله ، فضلت لوحدي في الشقه ، دخلت اوضة أمي ، لأول مره وهي مش فيها ، قعدت على السرير وحطيت دماغي علي مخدتها ، ومش عارف إزاي روحت في النوم ، فتحت عيني لقيت أمي قاعده جنبي ، واول ما شوفتها اترميت في حضنها وفضلت ابوس فيها ، بصيتلي بنظرة رضي وحب وطبطبت عليه وسابتني وخرجت بره الاوضه ، فضلت انادي عليها جامد ، وفجأة قمت من النوم وانا بقول متيبينيش يا أمي، بعد اليوم ده قفلت علي نفسي ، مخرجتش من البيت ، مش عايز اروح شغلي ولا اشوف حد من اصحابي ، ولا حتي اهلي،دخلت في حاله من الاكتئاب النفسي

إقرأ أيضا:عمل الكنافة النابلسية في رمضان 2023
رواية عادت من الموت للكاتبة ابتسام شوقي
رواية عادت من الموت للكاتبة ابتسام شوقي

وفضلت علي الحال ده حوالي أسبوعين ، وفي يوم لقيت باب شقتي بيخبط ، فتحت الباب كان فوزي زميلي في الشركه وصاحبي ، فتحتله واول ما شافني قالي ” ايه يابني اللي انت عامله في نفسك ده ، قاعد في الضلمه ومبتردش علي موبايلك ولا حتي بتيجي الشركه ، وبعدين ايه دقنك دي ، انت خلاص نويت تربيها ولا ايه ، مينفعش اللي انت فيه ده فوق لنفسك يا ايهاب دي اعمار وكلنا رايحين ”

وقتها بكيت وانهرت وقولتله ” انا نفسي اشوفها ولو مره واحده بس ، نفسي اسمع صوتها واتطمن أنها بخير ، عايز اقولها اني مش قادر اعيش وهي مش في الدنيا ، لو شوفتها ولا سمعت صوتها مره واحده يمكن ارتاح ، أنا مكنتش مستعد لفراقها ، جوايا كلام كتير عايز اقولهولها ، بس ازاي ، هي خلاص سابتني وعمري ما هاعرف اسمع صوتها من تاني ”

وقتها لقيت فوزي سرح وفضل ساكت فتره ، لكن بعد كده اتكلم وقالي ” افهم من كلامك ده انك لو كلمتها أو سمعت صوتها تاني هاترتاح وترجع لحالتك الطبيعية ”

” طبعاً يافوزي انا مش عايز اكتر من كده ، اني اسمع صوتها واكلمها ، بس ازاي ، ازاي بعد ما راحت ”

خبط فوزي علي كتفي وقالي” طب اسمع انا هاحكيلك حكايه صغيره كده ، من تلت اربع سنين كنت اعرف واحد اسمه مروان ، كان جاري وفي يوم والده توفي وكان سايبلهم تركه محترمه ، بس المشكله ان ابوه مات ومقلش لحد علي مكان الأوراق اللي تخص التركه دي ، فضل مروان يدور في كل حته عشان يلاقي الورق اللي محتاجه لكن مفيش فايده ، لحد ما في يوم واحد صاحبه قله علي الأستاذ عامر الاسعد ،

عامر الاسعد ده كان عالم روحاني من اللي بيحضر ارواح الميتين ، وقتها مروان خد عنوان العالم الروحاني وخدني معاه ورحناله ، ورغم اني مكنتش بصدق في الكلام ده لكن اتفجأت أن الراجل العالم ده حضر روح أبو مروان فعلاً ، ولقيناه بيتكلم علي لسان الروحاني ، وقتها مروان سأله عن مكان الورق والروح رضت عليه وقالتله ، وطلع شايله في خزنه في بنك من البنوك ، وفعلا مروان لقي الورق وورث التركه اللي سابهاله ابوه ، وبصراحه وانت بتتكلم كده فكرت يعني أننا نروح للعالم الروحاني وتخليه يحضر روح ولدتك ، يمكن لما تسمع صوتها وتطمن أنها بخير ترجع لحياتك تاني وتبطل الحزن والعزله اللي انت فيها دي ”

وقتها سمعته ومكنتش مصدق ،معقول في فرصه اني اسمع صوت أمي تاني واكلمها ،ومن غير ما افكر رديت عليه ووافقت وحددنا معاد مع بعض عشان نروح للعالم الروحاني سوي ، وبعد يومين كان معادنا نتقابل ونروح مشورنا ، كنت متحمس وعايز اطير من علي الأرض عشان اوصل بسرعه ، ولما وصلت لقيت المكان عباره عن مكتب ، مكتب عادي جدا فيه سكرتير وساعي ، اتكلم فوزي مع السكرتير وطلب منه أننا ندخل لاستاذ عامر ، وطلب السكرتير أننا نستني عشر دقايق ، وبعد العشر دقايق السكرتير قالنا اتفضلوا استاذ عامر في انتظاركم ،

دخلت وانا ضربات قلبي بتتسارع ، مكنش راجل عجوز اوي ، تقريباً في الخمسينات ، لابس بدله وشكله وقور ، قعدنا قدامه وسألنا ” أهلا وسهلا بيكم ، ها ايه المشكله اللي عندكم ”

رد فوزي عليه ” والله يا استاذ عامر ايهاب صاحبي والدته اتوفت بقالها اسبوعين تقريبا وهو كان عايز حضرتك تحضر روحها ويسمع صوتها ”

رد استاذ عامر عليه وقال ” ايه في ورق ضايع مثلاً أو عايز تسألها علي حاجه ”

وقتها رديت عليه وقولت له ” لأ يا استاذ عامر انا مش عايز حضرتك تحضر روحها ، انا عايز حضرتك تعلمني ازاي انا احضر روح ولدتي ”

العالم استغرب اوي من كلامي وقالي ” انا اول مره حد يطلب مني الطلب ده ، اسمع يا أستاذ ايهاب ، عالم الأرواح ده عالم ليه اسراره وطقوسه ، مش اي حد يخبط علي بابه ، ومش اي حد يدخل فيه ، ده عالم ليه حرمته ، انا ممكن احضر روح ولدتك لو تحب لكن حكاية اني اعلمك انك تحضر روحها أو اديك سر من اسرار عالم الأرواح فأنا آسف ، طلبك مش عندي ”

وقتها اتنرفزت ” بقولك ايه يا استاذ عامر لو بتعمل الحبتين دول عشان الفلوس شوف انت عايز كام وانا هادفعلك اللي انت عايزه ”

ورمتله رزمة فلوس علي مكتبه

الشيخ الروحاني انضايق من كلامي ” يا استاذ ايهاب عيب اللي بتقوله ده ، لم فلوسك لو سمحت انا مبتديش اسرار مهنتي لحد الموضوع مش سهل زي ما انت فاكر ، انت ممكن تأذي نفسك واللي حواليك ، ده عالم منتاش قده ، واتفصل بقي لم فلوسك وخد صاحبك وامشي من هنا”

انفعلت اوي لدرجة اني كنت هاتهجم عليه ، لكن فوزي حاشني ، لميت فلوسي من علي مكتبه وخرجت وانا مش طايق نفسي ، لكن وانا علي باب المكتب وقبل ما ننزل السلم لقيت الساعي بينادي عليا ” يا استاذ ، يا استاذ”

رديت عليه بنىفزه “عايز ايه انت كمان”

قالي ” اهدي بس ولو سمحت استنوني هنا خمس دقايق وانا عندي حل مشكلتك”

فوزي قاله ” ازاي يعني هاتعمل ايه”

رد ” اصبر عليا بس خمس دقايق وهارجعلكم علي طول”

وسابنا الساعي ودخل المكتب ، فوزي قالي مش مشكله مجتش من خمس دقايق يمكن يقدر يقنع استاذ عامر أنه ينفذ طلبك ”

استنينا وبعد شويه لقينا الساعي بيقرب علينا ومعاه كتاب ، واضح أنه كتاب قديم اوي ، ورقه اصفر وحجمه كبير ، قرب علينا الساعي وقال” بص يا استاذ انا سمعت كلامك مع استاذ عامر وفهمت مطلبك ، وعرفت أن استاذ عامر رفض ، لكن أنا بقي جبتلك اللي مش هايخليك تحتاج لاستاذ عامر ولا لأي شيخ بعد كده ، انا جبتلك الكتاب ده ”

قولتله كتاب اعمل ايه انا بالكتاب ده يعني ”

قالي. ” تعمل بيه كتير ، الكتاب ده هو اللي أتعلم منه استاذ عامر تحضير الارواح ، كل اللي عليك انك تقراه وتنفز الكلام اللي مكتوب فيه بالحرف ، وساعتها هاتفدر تحضر روح ولدتك في أي وقت انت عايزه وتتكلم معاها كمان بس في الاول تدفع ثمن الكتاب ” قولتله من غير تردد ” عايز كام ”

الساعي كان طماع اوي وطلب مني خمس تلاف جنيه ، المبلغ كان كبير طبعاً ، لكن مستخسرتش فيه ، كل حاجه تهون عشانك يا أمي ، قولتله موافق بس هاتنزل معايا لاقرب ATM عشان اسحبلك الفلوس ، فوزي صاحبي وقتها كان رافض وبيقولي انت اكيد اتجننت ، لكن مهمنيش كلام فوزي ولا الفلوس اللي بسحبها ولا اي حاجه ، كنت معمي كل اللي بفكر فيه هو أمي وبس ،

ورجعت تاني علي شقتي ، حطيت الكتاب قدامي ، وفضلت باصص عليه وساكت

قمت من مكاني ودخلت الحمام ، اخدت دش وغيرت هدومي ، ورجعت قعدت على الكنبه والكتاب قدامي علي الترابيزه ، مش عارف اعمل ايه ولا ابتدي إزاي ، بس افتكرت كلام الساعي لما قال ” كل اللي عليك انك تقري اللي في الكتاب وتنفزه بالحرف”

خدت نفس عميق وفتحت الكتاب ، الكتاب مكنش عن تحضير الارواح وبس لأ ده كمان كان عن الجن والتلبس والرصد وفتح كنوز الأرض ، فضلت اقلب في صفحات الكتاب ، كل صفحه مرسوم عليها طلاسم ومكتوب حروف وطبعاً مكنتش فاهم منها حاجه ، لحد ما وصلت لصفحه في نص الكتاب عليها عنوان بيقول ( كيفية تحضير الارواح التائهه)

استغربت من العنوان ، هو في ارواح تايهه وارواح مش تايهه ، مكنتش عارف إذا كان هو ده اللي انا بدور عليه ومحتاجه ولا لأ ، لكن اللي عملته اني بدأت اقري ، مكتوب أن عشان احضر الروح ارسم على ورقه بيضه دايره كبيره وارسم جواها نجمه خماسيه وأحط علي كل طرف من طروف النجمه شمعه ، يعني خمس شمعات ، قمت من مكاني بسرعه ، وبدأت اجمع المطلوب ، ادي ورقه بيضه ، وادي قلم عشان ارسم بيه ، فين بقي الشمع ، انا فاكر أن أمي كانت دايما بتشيل شمع في البيت عشان لو النور قطع ، لكن هو فين ، ايوه افتكرت في درج المطبخ ، دخلت وفتحت درج المطبخ وفعلاً لقيت الشمع اللي انا عايزه ، جبت خمس شمعات ، ورجعت قعدت مكاني علي الكنبه وحطيت الورقه قدامي علي التربيزه ، ورسمت في دايره كبيره وجواها نجمه وولعت الشمع بنفس الطريقة اللي قال عليها الكتاب ، وكان شرط أساسي مكتوب اني اطفي النور تماماً واقول الحروف والطلاسم اللي مكتوبه بصوت عالي ومسموع ، وهو ده اللي عملته بالظبط ، فضلت اقول الطلاسم لحد ما وصلت لاخر سطر واللي كان مكتوب فيه ( يا روح الضياع لو كنتي معايا طفي شمعه ولو مكنتيش معايا طفي شمعتين) ومكتوب كمان أن لو محصلش اي رد اعيد الكلام ده من تاني ، وانا فعلاً لما ملقتش رد ومكنش فيه غير هدوء تام ، فضلت اعيد اخر سطر ده لدرجة اني بدأت ايأس واحس بالفشل ، وكنت خلاص هاقوم اولع النور واطفي الشمع ، لكن فجأة قبل ما اقوم من مكاني لقيت الشمع كله انطفي ، الخمس شمعات انطفوا مره واحده ، مكتوب في الكتاب اللي هاينطفي شمعه واحده او اتنين ، لكن الشمع كله ينطفي ده معناه ايه ، فجأة سمعت صوت حركه جنبي ، ارتبكت واللي رعبني اني سمعت ضحكه عاليا وبترن ، ضحكه مخيفه ، مديت ايدي بسرعه جنبي ودورت علي الموبايل ، مسكته وشغلت الكشاف بتاعه ، وأول ما شغلت الكشاف لقيت قدامي واحده ست شكلها مخيف ، عنيها ماليها السواد ، وشعرها منكوش وابيض ، واسنانها سوده ، ملامح في منتهى الرعب ، وشها كان قصاد وشي مباشرتا ، وكانت بتبتسملي ابتسامه مخيفه ، اتفزعت وقمت من مكاني بسرعه وجريت علي زرار النور ولعته ، لكن لما ولعت النور ملقتش حد موجود ، الشمع قدامي قايد زي ما هو ، اكيد مكنتش بحلم ومكنش بيتهيألي ، ضربات قلبي بتزيد من الخوف ، دخلت المطبخ اجيب كوباية مياه ، مليت الكوبايه ورجعت قعدت على الكرسي في الصاله ، بصيت يمين وشمال واتنهدت ورفعت الكوبايه علي بقي عشان اشرب بس اتفجأت لما لقيت الكوبايه فاضيه ، انا متأكد اني مليت الكوبايه مايه يبقي الكوبايه فاضيه إزاي ، وقتها كنت هاتجنن ، بعدها لقيت نور الشقه كله بيرعش ، وسمعت نفس الضحكه المخيفة اللي سمعتها قبل كده ، والله العظيم انا مش لاقي وصف للخوف والرعب اللي كنت فيه وكل اللي عملته اني اخدت موبايلي وخرجت جري من الشقه ، نزلت الشارع واتصلت بفوزي صاحبي ، وحكيتله اللي حصل معايا ، قالي ” يابني مانا قولتلك بلاش وحاولت احذرك ، عموماً اقفل دلوقتي وانا جايلك حالا”

فضلت واقف في الشارع خائف اطلع البيت ، وبعد ربع ساعة لقيت فوزي جايلي ، بصلي من فوق لتحت وقالي ” ايه يا جدع انت واقف في الشارع بالفانله وبنطلون البجامه ، ده منظر ده ، اطلع يالي غير هدومك وتعالي بات معايا النهارده ”

” لا مستحيل اطلع فوق بعد اللي حصل ، انا قلبي كان هايقف ”

” طب خلاص انا هاطلع معاك متخافش ”

فوزي خد ايدي ، وطلعنا الشقه فتحت الباب ودخلنا ، الدنيا كانت هاديه خالص و النور والع ومفيش اي حاجه ، قعد فوزي علي كرسي الانتريه ودخلت انا الاوضه بتاعتي عشان اغير هدومي ، بعد شويه سمعت صوت خبط جامد في اوضة أمي ، خرجت جري وسألت فوزي ، انت سمعت حاجه ،

قالي ايوه انا سمعت خبط في الاوضه دي ”

قولتله دي اوضة أمي.

قام فوزي من علي الكرسي وبدأنا نقرب احنا الاتنين ناحية الاوضه ، فتحت باب الاوضه وحسيت أن شعري شاب لما شوفت خيال اسود كان واقف على جنب ، وكان واضح انه خيال واحده ست ، انا وفوزي كنا خايفين من المنظر وبعد شويه سمعنا حاجات بتتكسر في المطبخ ، جرينا بسرعه ناحية المطبخ ولقينا الكوبايات والصواني كلها واقعين علي الأرض والكبايات متكسره ، وقتها فوزي قالي ” لأ مستحيل نقعد هنا احنا لازم ننزل بسرعه”

سمعت كلامه وخدنا بعضنا ونزلنا الشارع ، واليوم ده روحت وبيت عند فوزي ، فضلنا طول الليل نفكر ايه الحل ، ونعمل ايه مع الروح اللي انا حضرتها في الشقه ، ماهو اكيد دي مش روح أمي ، اكيد في حاجه غلط ، لكن وقتها فوزي قالي أن حل الحكايه دي في ايد واحد بس وهو الأستاذ عامر ، وتاني يوم روحنا لأستاذ عامر ، وأول حاجه عملتها هي اني اعتذرتله عن تصرفي معاه المره اللي فاتت ، وطلبت منه انه يساعدني ، وبصراحه الراجل طلع ذوق جدآ معانا ، ووافق أنه يجي معانا الشقه ، واول ما دخل بصلي وقالي” انت كنت هاتأذي نفسك اذي كبير اوي ، الروح اللي انت حضرتها دي روح ضاله ملعونه ، وكان ممكن تموت فيها ، دخلنا كلنا الشقه ، وبدأ استاذ عامر يقول كلام وبعض من آيات القرآن الكريم ، وبعد شويه لقينا النور قطع ، الاستاذ عامر طلب مننا أن محدش يتحرك من مكانه ، وقال إن الروح غضبانه لأنها مش عايزه ترجع للعالم بتاعها ، سمعنا صوت صريخ وحاجات بتتكسر ، كنت مرعوب وطبعاً ده كان حال فوزي ، لكن أستاذ عامر مبطلش قرآن ، وفضل يقول حروف طبعاً احنا مكناش عارفين معناها ، لحد ما فجأة كل حاجه هديت ، النور اشتغل تاني وصوت الصريخ انتهي ، استاذ عامر قال ” الحمد لله كده كله تمام والروح رجعت لمكانها ، ممكن اشوف الكتاب اللي حضرتك قريت منه”

قمت وجبتله الكتاب اللي الساعي بتاع مكتبه باعهولي ، وأول ما شافه قالي ” الكتاب ده اتسرق من مكتبتي ، اكيد الساعي سرقه من عندي عشان يبعهولك ، عموماً احمد ربنا انها جت لحد كده ، واني جيت في الوقت المناسب ، انا قولتلك قبل كده عالم الأرواح ليه خصوصياته وليه حرمته ، مش اي حد هايقري كلمتين في كتاب يقدر يحضر روح ، ده علم بيدرس ولحد دلوقتي محدش قدر يكتشف كل اسراره ، ابعد يابني عن الحكايه دي ، اترحم علي والدتك وارضي بقضاء الله ، وعيش حياتك وحاول تنسي بقي كل اللي حصل ده ولو اني عارف انك مش هاتقدر تنساه بسهوله ، أما أنا بقي فاليا تصرف تاني مع الساعي الزفت اللي سرق مني الكتاب وباعه ليك وهاحاول اني ارجعلك منه فلوسك أو حتى جزء منها ”

وبعد ما خلص أستاذ عامر كلامه استأذن ومشي وقالي لو محتاج اي حاجه اتصل بيه في أي وقت ،

وبعد كام يوم بدأت ارجع لحياتي الطبيعية ، رجعت لشغلي ، واهتميت بنفسي ، وبفكر كمان اني أدور علي بنت الحلال اللي تكسر وحدتي ، لكن مقدرتش انسي ابدا الليله اللي المرعبه اللي عشتها.

 

وافتكرت اني خلاص هاعيش حياه هاديه لكن اللي حصل بعد كده كان اصعب من اللي فات بكتير،عشان بعد حوالي شهر كنت راجع من شغلي زي كل يوم جايب اكلي معايا من بره عشان اتعشي وانام،لكن بعد ما حطيت الاكل علي الترابيزه سمعت حركه في اوضة أمي،استغربت اوي قولت اكيد بيتهيألي أو الأحداث اللي فاتت لسه سايبه اثر في زهني،لكن الحركه مبطلتش قمت وروحت للاوضه اللي مقفوله من يوم وفاة أمي تقريباً،فتحت الباب واستغربت اوي لما لقيت الدولاب مفتوح،ايه اللي فتح دولاب ماما اكيد مش الهوي مثلاً دي الاوضه مفيهاش غير شباك صغير ومقفول بأستمرار يبقي ايه اللي فتح الدولاب،فضلت واقف مزهول ومستغرب،دخلت وقفلت الدولاب وبعدها خرجت من الاوضه وقفلت بابها كمان،لكن لما رجعت وقعدت علي الكنبه سمعت صوت الكركبه والحركه من تاني،قمت المرادي وانا خايف وبترعش فتحت باب الاوضه والمصيبه اني لقيت الدولاب بتاع أمي اتفتح تاني مش بس كده دانا لقيت هدوم أمي كمان واقعه علي الأرض،كنت هاتجنن هو ايه اللي بيحصل بالظبط انا مش فاهم حاجه،خرجت من الاوضه وقعدت وانا مزهول،لكن قمت تاني دخلت المطبخ عشان اشرب شوية مايه ابل ريقي فجأة برقت ودمي هرب لما لقيت ادراج المطبخ والارفف كلها مفتوحه،يعني ايه الروح لسه موجوده في الشقه أستاذ عامر مصرفهاش زي ما قالي،وقتها مكنتش عارف اتصرف،اخد بعضي واخرج من الشقه ولا اتصل بأستاذ عامر ولا اكلم فوزي ولا أعمل ايه،لكن فجأة لقيت نفسي ومن غير ما احس بتكلم واقول ” انتي مين،انتي مش روح أمي انتي عايزه مني إيه”

ساعتها سمعت همس في وداني بيقول ” مش هامشي ده مكاني امشي انت”

جسمي كله اترعش وضربات قلبي زادت كنت هاموت من الخوف وكل اللي عملته اني خرجت بره الشقه واتصلت بفوزي تاني حاكيتله وفي الأول مكنش مصدق لحد ما حلفتله ايمنات المسلمين اني مش بهزر واني مبكدبش عليه ولا بعمل مقلب،ولانه صاحب جدع مرضيش أنه يسيبني وفي دقايق كان عندي في الشارع،قالي لأ الموضوع ده ميتسكتش عليه احنا لازم نشوف حد يكون موثوق فيه،بعد شويه العشا أذن فوزي قالي ” بقولك ايه تعالي نروح الجامع اللي هناك ده نصلي العشا يمكن ربنا يبعت الحل من عنده،فعلا دخلنا الجامع وصلينا العشا وقعدت رفعت ايدي وقولت” يارب انا عارف اني عصيتك كتير واعترضت علي حكمك لما اتوفت أمي وغلطت لما فكرت اني أحضر روحها عشان ترجعلي تاني،لكن انا والله تبت وستغفرلك يارب كانت لحظة ضعف مني وقلة ايمان بيك لكن أنا مليش غيرك يارب نجيني مما أنت بيه أعلم،وبعد ما دعيت حطيت ايدي علي وشي وفضلت اعيط وانهرت،فجاه لقيت ايد بتطبطب علي كتفي،افتكرته فوزي لكن لما بصيت عليه لقيته شيخ الجامع،قالي” اهدي يابني وسيبها علي الله وحد الله واستعين بيه،قولي مالك يمكن اقدر احل مشكلتك”

رديت عليه وحكيت انا وفوزي كل اللي فات بعدها اتنهد الشيخ وقالي طب قوم معايا وريني شقتك وخالي املك في الله عزوجل،قمنا وخدنا الشيخ وروحنا علي الشقه وقتها الشيخ قعد في الصاله وطلب مننا اننا نقعد هادين ومنتكلمش،وفتح المصحف اللي كان معاه وفضل يقري ويقري،بصراحه صوته كان جميل وكنت حاسس براحه نفسيه وانا بسمعه،بعدها بدأ يتكلم وكأن في شخص غيرنا قاعد قصاده وبيكلمه وبعد كده بدأ يطلب من الشخص ده انه يسيب البيت ويسيبني في حالي وبدأ يحذره انه ممكن يحرقه بتلاوة آيات كتاب الله،وفعلا رجع يقري في المصحف تاني وبعدها طلع من جيبه ازازة مايه صغيره اوي وبدأ يقري كلام الله ويعيد في بعض الآيات الكريمة بعدكده قام من مكانه ورش مايه في كل اركان الشقه ورش مايه عليا انا كمان ورجع قعد علي الكرسي من تاني وقالي” الروح اللي انت حضرتها مكنتش فعلاً مشيت دي كانت ملازماك طول الوقت ده ومكنتش ناويه تسيبك غيرلما تتجنن اوتموت،هي كانت معتبره أنها خلاص رجعت لعالمنا وهاتفضل فيه،لكن بأمر الله ربنا نصرني عليها،انا بطمنك متقلقش انت في أمان وانا طهرتلك الشقه كلها ولو تسمحلي اجيلك كل يوم لمدة تلت أيام عشان اتأكد انك بخير ومفيش أي حاجة موجوده في الشقه ممكن تأذيك،دي كانت غلطتك من البدايه وانت دفعت تمنها،ارجع لربك ومتفرقش صلاتك اللي كان هنا مكنتش روح انت حضرتها ده كان شيطان وبعون الله خرج من شقتك،استعيذ بالله وان شاء الله مفيش حاجه تخاف منها تاني ”

مش عارف ليه المرادي كنت حاسس ان قلبي متطمن،وفضل الشيخ ده يجيلي البيت ومش لمدة تلت أيام وبس لأ ده بقي يجيلي بأستمرار لأننا بقينا أصحاب وعلمني اني مسبش فرض ولا ابعد عن كتاب الله ومن وقتها وانا عايش في هدوء وراحة بال ودايما بحمد ربنا أنه نجاني وهداني للطريق السليم….

السابق
مركز السينما العربية ينظم 4 فعاليات بالتعاون مع جسر فينيسيا للإنتاج
التالي
اتحاد التنمية المهنية الشبابية يطلق “تياترو إيفنت” بمشاركة بهية غدا الأربعاء