يتناول رواية “خوف” للمؤلف السعودي خالد الخرم موضوع صراع الأعمال الدموية والفساد في المجتمع السعودي. تتمحور الرواية حول شخصية رباب الأوملي، وهي أحد رموز النساء القويات في العالم الأعمال المحلي.
تبدأ الرواية بمقتل أخي رباب الأكبر بطريقة غامضة، ومن ثم تتوالى الأحداث والتي تركز على الصراع الدائر بين أفراد عائلة الأوملي، والرغبة في السيطرة على إمبراطورية الأعمال التي بناها الأب.
تتطرق الرواية إلى موضوع الفساد في العالم الأعمال، حيث تصف العقبات والمخططات التي يستخدمها الأعمال لتجاوز الشروط والقوانين، والوسائل التي يتم بها الفساد داخل الشركات والمؤسسات.
تركّز الرواية على تعقيدات الأسرة وتنازع السلطة بين أفرادها، وكذلك على الصراع المفتوح بين رباب وأحد أعمامها، والذي يحاول الإطاحة برباب من القيادة وتوليها لنفسه.
وتصف الرواية حياة الأعمال في السعودية، وتظهر الخلط الذي يمكن أن يحدث بين الأعمال والتجمعات الاجتماعية، وكذلك بين القوى السياسية والأعمال.
من خلال تصوير الصراع الأسري في أحداث مُثيرة، تعرض الرواية صورة حقيقية للعلاقة الأسرية في الوسط العملي في السعودية، والتأثير الكبير للعائلة على القرارات والسياسات في الأعمال.
وفي الوقت نفسه، تركّز الرواية على المواجهة بين الجانب الفاسد للأعمال، والذي يمكن فعل أي شيء لتحقيق المصالح الشخصية، وبين الجانب الذي يحاول الاحتفاظ بالمبادئ السليمة وتوفير ظروف العمل الآمنة والمزدهرة.
وتعكس الرواية أيضاً الصراع الحالي في المجتمع السعودي بين المحافظين والليبراليين، وتظهر التحولات الاجتماعية التي تحدث في المجتمع العربي، وبالتالي تتحول الرواية إلى دراسة اجتماعية عميقة.
على الرغم من الصورة الواقعية المظهرة في الرواية، إلا أنها تركز أيضاً على الحوار الداخلي لدى الشخصيات، وتعرض الجوانب النفسية لتلك الشخصيات وما يدفعهم إلى فعل ما يفعلونه، وكذلك ينظر الكاتب إلى العوامل الاجتماعية التي تشكل شخصية الفرد.
في النهاية، تعتبر رواية “خوف” مُثيرة وجريئة، حيث تتمحور حول موضوع الفساد والصراع الدائر في المجتمع السعودي، وتعرض الرواية صورة حقيقية للوضع الحالي للأعمال في المملكة.