لا يخفى على أحد الفارق الهائل في تأمين الرعاية الطبية بين الدول النامية والدول الغنية، ففي الدول النامية يعاني المرضى من صعوبة الوصول للخدمات الصحية، في مقابل توفر كل الإمكانيات اللازمة في الدول الغنية لتلبية احتياجات المرضى، ويعتبر الحق في الرعاية الصحية من أهم الحقوق الإنسانية.
ولحل هذه المشكلة تحتاج الدول النامية إلى تنفيذ استراتيجيات وخطط واضحة لتلبية احتياجات المرضى، وتحسين جودة الخدمات الصحية وتقليل أثر التحديات الصحية في هذه الدول.
أولًا، يجب العمل على تحسين البنية التحتية للرعاية الصحية في الدول النامية، من خلال تحسين البيئة الصحية والصحية الجماعية والفردية، بما يشمل زيادة توفير المولدات الكهربائية وتوفير الماء النظيف.
ويجب أيضًا العمل على، تعزيز الخطط الصحية الوطنية وتطوير الخدمات الصحية الأساسية مثل الرعاية الصحية الأمومية والولادة والعلاج الأساسي، والكشف المبكر عن الأمراض المزمنة.
وتحسين البنية التحتية سينعكس إيجابًا على تحسين دخول المرضى لخدمات الرعاية الصحية، وخاصة تحسين جودة الخدمات الصحية وتوفير بنية تحتية حديثة ومتطورة لتلبية احتياجات المرضى.
ثانيًا، تحسين دخول المرضى للخدمات الطبية، من خلال توفير الأدوات الطبية الضرورية، والحفاظ على الأدوية المخزنة بشكل جيد.
كما يجب تشجيع التطوع الصحي بمشاركة المجتمع المحلي والمدربين والجمعيات الخيرية، وتعزيز الافتراض والقابلية للاستخدام للمرضى، وتوفير الوسائل المناسبة لتحسين الإمدادات المتاحة.
ثالثًا، تحسين التواصل الصحي مع المرضى، وتطوير المنظومة الطبية لتحقيق مزيد من الشفافية، ورفع مستوى التوعية لدى المرضى وذويهم باستخدام أحدث التقنيات.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء تطبيقات صحية متطورة تتيح للمرضى الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالرعاية الصحية، ويمكنهم من خلالها البحث عن الأطباء، والمستشفيات المتاحة، والأدوية والأدوات الطبية اللازمة، وإجراء الاتصالات المباشرة مع المقدمين الصحيين.
رابعًا، تطوير تكنولوجيا الرعاية الطبية المتقدمة والضرورية في عصرنا الحالي، وتوفيرها للمرضى في الدول النامية، من خلال الاستثمار في قطاع الصحة الذي يعد من أهم قطاعات الاستثمار في العالم، كما يمكن تحقيق ذلك من خلال الشراكات مع المؤسسات والشركات الخاصة في هذا المجال.
وأخيرًا، تحسين إدارة الرعاية الصحية من خلال تطوير إدارة المؤسسات الصحية وتوفير الدعم المالي الكافي لها، وتحسين نظام الرصد الصحي والتوثيق الطبي وتسهيل الوصول إليها، وتطوير القطاع الصحي بشكل استراتيجي وتدريجي على المدى القصير والطويل.
في النهاية، يتطلب تلبية الاحتياجات الطبية للمرضى في الدول النامية الوفاء بتعهدات المجتمع الدولي لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، بالإضافة إلى تخصيص المزيد من الإمكانيات المادية والبشرية والمالية لتطوير الخدمات الصحية في هذه الدول، والعمل بشكل جاد ومستمر لمواجهة هذه التحديات وتحقيق التطور والنمو المستدام في هذا المجال.