الثقافة هي اساس كل مجتمع، وهي تشمل مجموعة من القيم والمعتقدات والتصورات العامة التي يشترك فيها أفراد المجتمع. وبالتالي، فإن تأثير الثقافة يمتد إلى جميع المجالات التي يتعامل بها الأفراد، بما في ذلك التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وخاصةً في ما يتعلق بتقافة الجنسية.
وللثقافة العديد من العوامل التي تؤثر عليها، فمنها:
1- الأسرة: حيث تعتبر الأسرة هي المحور الأساسي لتشكيل الثقافة، وتلعب دوراً بالغ الأهمية في تنشئة الأفراد وتوجيههم نحو القيم والمعتقدات التي تحكم المجتمع.
2- الدين: فالدين يشكل جزءاً كبيراً من الثقافة، ويؤثر على القيم والمعتقدات والسلوكيات التي يتبعها الأفراد.
3- التاريخ والتقاليد: فتاريخ الأمم والشعوب يعد من أهم العوامل التي تؤثر على الثقافة، وتأثيره يمتد إلى التقاليد والعادات والسلوكيات التي تمتد لسنوات عديدة.
4- الإعلام: حيث يؤثر الإعلام اليومي على تشكيل وتكوين الثقافة، وتُعَد وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة من أهم الوسائل التي يمكن من خلالها تشكيل الثقافة والمجتمع.
وبناءً على هذه العوامل، يمكن للثقافة أن تؤثر بشكل كبير على تقافة الجنسية، وذلك من خلال التأثير على العلاقات الاجتماعية وتصورات الأفراد حول الجنس والقيم والمعتقدات المتعلقة به.
فمن الجدير بالذكر أن الجنسية هي جزء من الثقافة، وتقوم على العلاقات الاجتماعية المتعلقة بالجنس والوظائف والتصورات الاجتماعية حول الأدوار المتعلقة بالجنس.
وعندما يتم تغيير هذه العلاقات الاجتماعية، تتغير تلك التصورات والمفاهيم وتدريجياً تتغير تقافة الجنسية بأكملها.
فإذا قمنا بمثال، فإن إدخال سياسات التكافؤ بين الجنسين، يمكن أن يساعد في تغيير العلاقات الاجتماعية المتعلقة بالجنس، وبالتالي تحول تلك التصورات الاجتماعية والقيم والمعتقدات التي تحكم المجتمع، دون تغيير في القانون أو النظام الاجتماعي.
ومن المؤكد أن المستوى التكنولوجي والاجتماعي الحديث تغير وتطور بشكل كبير التصورات الاجتماعية حول تقافة الجنسية بهذا الاتجاه، حيث تمت محاولة إفشاء هذا التطور من خلال التطبيقات التي تهدف إلى إعطاء الأشخاص الجرأة على تجربة بعض التصورات الجنسية الجديدة.
ومن الاعتقاد بأن هذا التطور سيؤدي إلى تحولات جذرية في تقافة الجنسية، وأنه سيهيمن على عوامل تحكم المجتمع ويؤثر على العلاقات الاجتماعية.
وعلى هذا النحو، فإن فهم العوامل التي تؤثر على تقافة الجنسية والتحولات الاجتماعية الحالية، سوف يساعد على تشكيل ثقافات مجتمعية جديدة وسليمة، وهذا هو الأساس للتقدم.