ليلة القدر هي من الليالي المباركة التي يستحب فيها العبادة والذكر والدعاء، فقد أفضل الله تعالى هذه الليلة وجعلها خير من ألف شهر كما جاء في كتاب الله الكريم، فهي ليلة تعدل قيمة العبادة في مائة ألف ليلة وأكثر. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قامَ لَيلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.
لذلك فإن ليلة القدر هي فرصة ذهبية لتحقيق المغفرة والرحمة والبركة، وهي ليلة ينزل فيها الملائكة ويتفرغون لمن يعبدون الله ويدعونه، ولهذا يجب أن نستثمر هذه الليلة بالعبادة والدعاء.
كما أنه من الأمور الهامة في هذه الليلة هو الدعاء، فالدعاء هو سبب لتحقيق الأمنيات وتغيير المصائر والدفع عن البلاء، ولهذا ينبغي أن نعرف كيفية الدعاء في ليلة القدر.
أولاً: تحديد الأمور التي نريد الدعاء لها
قبل البدء في الدعاء ينبغي تحديد الأمور التي نريد الدعاء لها، فكثيراً ما يدعو الإنسان بدون تحديد لماذا يريد الدعاء، ولذلك يجب أن نحدد الأمور التي نريد الدعاء لها، ونقسمها إلى قسمين: الأول: الأمور الدنيوية، والثاني: الأمور الآخرة.
الأمور الدنيوية: يجب أن ندعو الله لجميع أمورنا الدنيوية كالصحة والأمن والأمان والرزق والعمل والمال وجميع أمور حياتنا.
الأمور الآخرة: يجب أن ندعو الله أيضاً لجميع أمورنا الآخرة كالإيمان والهداية والثبات على الحق والمغفرة والرحمة والجنة والنجاة من النار.
ثانياً: طريقة الدعاء في ليلة القدر
يجب علينا أن ندعو الله بالطريقة الصحيحة وهي أن نتوضأ ونتيمم ونرفع أيدينا وندعو الله بالقلب واللسان، ومن الأدعية الواردة في السنة النبوية في ليلة القدر:
“اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”، وهذا الدعاء يعني “أي اللهم إني أدعوك أن تغفر لي وتعفو عني كما أنت تحب العفو والمغفرة، وتجعل لي من حيث لا أحتسب وترزقني من حيث لا أدري”.
“اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا”، وهذا الدعاء يعني “أي اللهم إنا ندعوك أن تغفر لنا وتعفو عنا كما أنت تحب العفو والمغفرة، وتجعل لنا من حيث لا نحتسب وترزقنا من حيث لا ندري”.
“اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت”، وهذا الدعاء يعني “أي اللهم اهدنا واجعلنا من المهتدين، وعافنا من الأمراض والبلاء، وتولنا في من توليت وسدد خطانا على الطريق القويم”.
“اللهم بارك لنا في رمضان والبركة فيه وبارك لنا في ليلة القدر وبارك لنا في صيامنا وقيامنا وتقبل منا”، وهذا الدعاء يعني “أي اللهم اجعل رمضان باركاً لنا وتغمرنا بالبركة فيه، وبارك لنا في ليلة القدر وبارك لنا في صيامنا وقيامنا وتقبل منا”.
وعند الدعاء يجب الإخلاص والتفاني في الدعاء، والاعتماد على الله والأمل في الإجابة، وعدم الإنشغال بالأمور الدنيوية التي تشتت الذهن وتجعل الإنسان غير مركز ومتفرق، ولذلك يجب أن ندعو الله بقلوب مطمئنة توجه الدعاء إلى الله وحده.
وفي الختام، فليلة القدر هي اجتماع بين العبد وربه، فهي فرصة لتحقيق الأماني والأمان والرحمة، ولذلك يجب على المؤمنين الاهتمام بهذه الليلة واستثمارها بالعبادة والدعاء والتراويح والأذكار، وليس فقط انتظارها ليلاً وتركها نهاراً، ولذلك فإن الوصية الأخيرة هي أن نستغل هذه الفرصة ونتوجه بصدق وإخلاص إلى الله تعالى ونستغفره ونستغنم هذه الدعوة المباركة باغتنام جميع فرص الخير والعبادة وتلاوة القرآن وإحياء السنن المتوارثة في هذه الليلة المصونة.