لا شك أن المدن الشرق آسيوية تحولت إلى مراكز صناعية هامة في العالم بفضل ارتفاع الإنتاجية والفرص التجارية، مما جعلها تحظى بمكانة ضخمة في العالم اليوم. فهي تمتلك إمكانات كبيرة في مختلف القطاعات التجارية، من الملابس والأجهزة الإلكترونية وصولا إلى المركبات الصناعية العملاقة.
لقد شهدت المدن الشرق آسيوية تحولاً سريعاً في العقود الأخيرة، حيث تمكنت من الوصول إلى مكانة صناعية كبيرة في السوق العالمي، ما جعلها تستقطب المستثمرين والعاملين من مختلف الدول، الذين يعملون على تحسين البنية التحتية وتوسيع الأسواق التجارية الخاصة بهم.
من أهم المدن الشرق آسيوية التي تحولت إلى عواصم للصناعة العالمية بشكل كبير، بكل تأكيد الصين واليابان، إضافة إلى كوريا الجنوبية، تايوان، هونغ كونغ، سنغافورة، وغيرها من الدول التي عملت على تنمية الصناعات المختلفة، وزيادة الإنتاجية وتحسين الجودة خلال السنوات الأخيرة.
لكي تتحول المدن الشرق آسيوية إلى عواصم صناعية عالمية ومراكز للأعمال، تحتاج إلى بيئة تنافسية ملائمة للعمل والإنتاج وتوجيه الاستثمار، فبالنسبة لكل مدينة في المنطقة، تتطلب العوامل التالية:
توفير البيئة التنظيمية الملائمة
يتطلب الأمر البدء بتوفير بيئة تنظيمية ملائمة للعمل والإنتاج؛ حيث تعد المقارنة بالمعايير الدولية أمرًا جيدًا للتعامل بالبيئة التنظيمية. وعادةً ما تكون هذه البيئة الملائمة من شأنها تحريك القطاع الخاص للتوسع في الإنتاج، وكذلك زيادة الشفافية والحفاظ على المساواة في الخدمات وفرص العمل وحقوق العاملين، وإيجاد سبل لجعل عملية التشغيل والإنتاج أكثر فعالية ومرونة.
تطوير البنية التحتية
تطوير البنية التحتية يلعب دورًا حاسمًا في تحويل المدن الشرق آسيوية إلى عواصم للصناعة العالمية، وتختلف معايير البنية التحتية من بلد إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى في النفس البلد، ومن الأمور التي يجب تنفيذها في تطوير البنية التحتية، بناء الشوارع وتحديث المباني، وتوفير وسائل النقل الجيدة والمؤسسات الأخرى ذات الصلة.
تعزيز الابتكار والبحث العلمي والتركيز على التكنولوجيا
الابتكار والبحث العلمي وتطوير التكنولوجيا تساعد في زيادة الإنتاجية وتعزيز الجودة، بالإضافة إلى زيادة الفرص التجارية وخلق المزيد من الوظائف وتعزيز النمو الاقتصادي. ويجب على المدن الشرق آسيوية تخصيص مزيد من الاستثمار في البحث والابتكار والتكنولوجيا الجديدة.
تحسين الخدمات المالية
يمكن لتحسين الخدمات المالية التي تعرضها المدن الشرق آسيوية أن يحافظ على استقرار الاقتصاد العالمي، فهي تشجع على الاستثمارات الجديدة وتتيح فرص اللجوء إلى القروض المؤسسية، مما يسهل من إنجاز المشاريع الصناعية الكبيرة.
يجب على المدن الصناعية في الشرق الآسيوي أن تتطور من خلال المظاهر التي تحكي للعملاء العالميين عن المنتجات النوعية والجودة والأمان اللتي تقدمها والتسهيلات المالية والتقنية و الإدارية التي توفرها المدن حيث تقع.
ومن أجل تعزيز استدامة أمنهن الاقتصاد العالمي، يجب تعبئة الجهود من كل من الجهات الحكومية والشركات والمجتمعات المحلية، لتحقيق الأهداف المتعلقة بالإنتاجية، والاستثمارات والتنمية، وتطوير الأعمال والصناعات المختلفة في المدن الشرق آسيوية.
