عندما تحدث الحمل، يحدث تغييرات سريعة جدًا بجسم المرأة حيث يتم تكوين الجنين وتطويره خلال التسعة أشهر التي يستغرقها الحمل. ويتم تقسيم التسعة أشهر إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، حيث تختلف المراحل المختلفة من الجنين في كل ثلث.
الثلث الأول من الحمل
يتم تطوير المربى الذي يوجد في رحم الأم ليتحول إلى الجنين. في هذه المرحلة، يحدث تكاثر الخلايا بسرعة وتصبح خلايا سرطانية صغيرة يتم تشكيلها على طول خطوط تسمى المحاور الطولية والأفقية.
هذه الخلايا تتشكل في نمط يشبه القرص، ويحدث تطوير الجنين بالتزامن مع التقلصات في عضلات الرحم وزيادة إنتاج الهرمونات الجنينية. في هذه المرحلة، تبلغ الأطوالما يقرب من 2 سم، وترتبط الغشاء الممتلئ بنهاية محور الطول ويكون مكان وظيفة المشيمة. ويحدث في هذه الفترة أيضًا تطور الجلد والعظام والمفاصل واللسان والأسنان.
الثلث الثاني من الحمل
في الثلث الثاني من الحمل، ينمو الجنين إلى الحجم الذي يسمح له بالحركة والتفاعل مع محيطه. وفي هذه المرحلة، تصل الطول إلى 20 سم ويتزايد وزن الجنين بشكل كبير.
وتحدث في هذا الثلث مراحل النمو الأكثر إثارة للإهتمام. على سبيل المثال، تبدأ الأنسجة المختلفة بالتخصص والبدء في إنتاج الهرمونات والإنزيمات والغدد المختلفة لتحضير الجنين للاستعداد لوظائفه المختلفة، كما يحدث نمو المخ والأعصاب والأذن الداخلية والقلب.
إقرأ أيضا:فوائد النوم القصير في فترة الظهيرة: لماذا تحتاج إلى قيلولة يومية؟كما يحدث في هذه المرحلة تشكيل أعلاف الأصابع والأرجل والفك والشفاه. ويتم إنتاج الأنسجة اللازمة لتطوير الأجهزة الحسية في السمع والبصر والشم والتذوق. وتستمر المراحل المتقدمة من التطور مثل نمو الجهاز العصبي والتحكم في حركة العضلات ووظيفة البطانة المخاطية وطبقة البشرة لمدة 15 إلى 20 أسبوعًا.
الثلث الثالث من الحمل
في الثلث الثالث من الحمل، يتم تطوير عمليات الاستعداد للولادة. يصل الجنين في هذه المرحلة إلى حجم يمكنه من البقاء حيًا في حالة خارج الرحم، ويتم تطوير الجهاز التنفسي والجسمي والحماية من العدوى.
إقرأ أيضا:أهمية العناية بصحة العظام في الحياة اليوميةكما يحدث نمو الدماغ والأعصاب ويصبح التحرك والإيعاز أكثر دقة وتنظيمًا. وتتحسن الوظائف الحسية والحركية والإدراكية في هذا الثلث، ويؤدي ذلك إلى زيادة نسبة الوعي والتواصل بين الجنين والمحيط المحيط به.
هذه المرحلة من الحمل تحتاج إلى اهتمام خاص بسبب الضغط الكبير الذي يتعرض له الجسم والعوامل الخارجية الأخرى التي قد تؤثر على الحمل. ويحدث خلال هذه المرحلة أيضًا تطوير الأعضاء الجنسية والإنتهاء من متطلبات نمو الجنين.
تعتبر عملية نمو الجنين خلال التسعة أشهر فترة من الزمن المثيرة للإهتمام والأكثر جمالًا. فتحديات التي يواجهها الجنين يوميًا وفترة الحمل تحتاج إلى الاهتمام الشديد والرعاية الصحية الجيدة لتسهيل العملية وضمان نمو وتطور صحيح. على المرأة الحامل أن تحرص على تناول كميات كافية من الفيتامينات والمعادن والبروتينات والكربوهيدرات والدهون والإهتمام بالنظام الغذائي ومراجعة الطبيب المختص لتقديم العناية الصحيحة لها وللجنين.