أصبحت مشاعر الحزن واليأس جزءاً من حياة الكثير منا في هذا العالم العصري، حيث يواجه الناس الكثير من المصاعب في حياتهم اليومية، والتي تترك بصمتها على نفوسنا. وبالتالي فإن تفريق بين الحزن العادي ومرض الاكتئاب يمكن أن يكون صعباً. حيث يمكن أن يتشابها العديد من الأعراض لكل منها، وهذا ما يستدعي الحاجة الماسة لفهم الفروقات بينهما بشكل أفضل.
الحزن العادي هو شعور بالأسى أو الخسارة الناتج عن وفاة أحد الأشخاص المقربين أو خسارة وظيفة، أو حدوث أي حدث آخر محزن. وهو شعور طبيعي وصحي، حيث يعد طريقة للتعامل مع المشاعر السلبية. كما أن معظم الأشخاص يتمكنون من التعامل مع الحزن العادي والتغلب عليه بشكل طبيعي، حيث يمكن أن يشمل ذلك الحصول على الدعم النفسي من الأصدقاء أو العائلة.
ومع ذلك، فإن الحزن يصبح مرضياً عندما يبدأ في الاستمرار لفترة طويلة من الزمن، ويبدأ في التأثير على جودة حياة الشخص، ويؤثر على أدائه في الأعمال اليومية والعلاقات الاجتماعية. عادةً ما يتعامل الأشخاص المصابون بمرض الاكتئاب مع هذا الشعور بالحزن بشكل مختلف، حيث يصبح الحزن واليأس جزءاً من حياتهم اليومية ويؤثر على صحتهم النفسية.
وبالتالي فإن مرض الاكتئاب، هو متلازمة تشخيصية يمكن أن يؤثر على القدرة على التعامل مع الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية، وتشمل الأعراض الشائعة في مرض الاكتئاب، الشعور بالحزن المستمر، الشعور باليأس ، اضطرابات النوم، فقدان الشهية، وضعف القدرة على التركيز.
ومن خلال الاهتمام الشديد بمراقبة الأعراض ووصفها بشكل صحيح، يمكن معالجة وعلاج مرض الاكتئاب، حيث يمكن استخدام الدواء أو العلاج النفسي، أو الجمع بين هذين الخيارين.
يعتبر الدعم الاجتماعي المهم جداً خلال مرحلة ما بعد التعامل مع مرض الاكتئاب، بشكل خاص عندما يوجه الطبيب العلاج الدوائي للمريض. ولأنه قد يكون من الصعب سؤال الأشخاص المقربين، فمن المهم البحث عن الدعم النفسي من خلال منظمات المجتمع المدني والمنظمات النفسية المختصة. وفي هذا الصدد يمكن الاستفادة من فريق الأخصائيين النفسيين المتاح في المرافق الصحية.
وللحفاظ على الصحة النفسية الجيدة، من المهم العمل على الوقاية من مرض الاكتئاب، حيث يمكن تحسين الصحة النفسية بشكل عام عبر الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية.
وفي النهاية، فإن فهم الفروقات بين الحزن العادي ومرض الاكتئاب يعد امراً مهم جداً للغاية، حيث يمكن أن يساعد على الحفاظ على الصحة النفسية الجيدة، والتخفيف من أعراض مرض الاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، فإن البحث عن المساعدة والدعم النفسي عند الحاجة، هو أيضاً أمر مهم يمكن أن يساعد الأشخاص في هذه المرحلة الصعبة من الحياة.