أخبار السعودية

“كان 1988”.. قصة أول تجربة لتنظيم كأس إفريقيا لكرة القدم بالمغرب

تعتبر سنة 1988 فترة مميزة في تاريخ الكرة الإفريقية، حيث تم تنظيم كأس أمم إفريقيا لكرة القدم في المغرب للمرة الأولى. كانت هذه البطولة تحمل العديد من اللحظات التاريخية والمفاجآت المثيرة التي لن تنسى.

تأتي كأس الأمم الإفريقية كأهم منافسة للمنتخبات الوطنية في القارة السمراء. ولكن في تلك الفترة لم تكن المغرب قد استضافت هذه البطولة من قبل. قررت الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ترسيم المغرب كمضيف لعام 1988، وهو الأمر الذي أثار حماسة وفرحة الشعب المغربي.

كانت البطولة تتألف من ثمانية فرق عربية و تسعة فرق إفريقية. كانت المفاجأة الأولى هي تأهل منتخب قطر للمرة الأولى في تاريخه لكأس الأمم الإفريقية. وجاءت فرق المغرب، وليبيا وموريتانيا والجزائر ومصر و الكاميرون و تونس و نيجيريا وساحل العاج للمشاركة في البطولة. أما فرق العرب فكانت تمثلهم تونس والجزائر والمغرب وليبيا.

لكن كانت فرحة المغاربة ستكتمل في ذلك الصيف، ففي المباراة النهائية، اجتاز المغرب منتخب الكاميرون بهدفٍ قاطع سجّله لعبة التاج الذهبي أبوالحسن حفظه الله في الدقائق الأخيرة من ركلة جزاء، لتشعل المدرجات بفوز المحارب الأسدي..

وقد أظهرت البطولة قدرة المغرب على استضافة هذا الحدث الرياضي الكبير، حيث تم تجهيز الاستادات لاستضافة المباريات وتقديم أفضل الخدمات للفرق المشاركة. شهدت مدن المغرب وملاعبها توافد الآلاف من الجماهير العربية والإفريقية، مما ادي الي تعزيز صورة المغرب كوجهة سياحية ورياضية مهمة.

إقرأ أيضا:قصة اعتزال مديحة سالم بطلة «أم العروسة» الفن.. خطفت الأنظار واختفت فجأة – منوعات

قد يُعَتَّبرُ انتصار المغرب في هذه البطولة أحد أفضل اللحظات في تاريخها الكروي، إذ أنها استطاعت تحقيق البطولة في أول مشاركة لها كمضيفة. أدين الأداء المميز لمنتخب المغرب بإنجازه الكبير وتفوقه وثقة مدربه هوبرت فيلود. كان لديهم فريق كبير ولاعبون موهوبون مثل بادو زاكي و الشاطر، الذين قدموا أداءً رائعًا طوال البطولة.

تأتي هذه البطولة بعد المشاركة الناجحة للمغرب في كأس العالم 1986 في المكسيك، حيث وصلت إلى الدور الـ16 . كانت هذه الفترة مليئة بتفاؤل الشعب المغربي وبقرارة المنتخب الوطني في تحقيق الانتصارات.

بالنسبة للمنتخب المغربي، فإن هذه البطولة كانت بمثابة محفز كبير للاستمرار في تطوير مستواهم والعمل على تحقيق المزيد من النجاحات. وقد تبعتها عدة مشاركات ناجحة للمنتخب المغربي في العديد من التصفيات المؤهلة لبطولات العالم، وتحديدًا في نسخة 1998 و2018.

تاريخ كأس الأمم الإفريقية في المغرب عام 1988 يعتبر بداية العهد الجديد للكرة الإفريقية في المغرب التي استمرت في استضافة بطولة 3 مرات أخرى (1988 و2004 و2015). استغلت المغرب هذه البطولة لتحقيق دور اقتصادي كبير من قبل جذب العديد من السياح والمشجعين إلى البلاد.

بالتالي، فإن تنظيم كأس الأمم الإفريقية في المغرب عام 1988 يعد من أبرز الأحداث التي أسهمت في تطور كرة القدم الإفريقية وقدرة المغرب على استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى. حققت المغرب نجاحًا كبيرًا في استضافة هذه البطولة وأعطت الأولوية لبنية الترفيه العامة بتحقيق المستوى الرياضي العالي الذي تميز به من خلال توفير البنية التحتية الملائمة وتشجيع الشعب على دعم المنتخبات والاستمتاع بالمباريات.

إقرأ أيضا:وحدة تابعة توقع عقد تأجير بـ15 مليون ريال

للمرة الثانية في تاريخه، ينظم المغرب نهائيات كأس الأمم الأفريقية، بعد أن نجح في الفوز بتنظيم نسخة 2025. وسبق أن استضافت المسابقة عام 1988، دون أن تتمكن من إحراز اللقب، وهو ما ابتسم في النهاية لمنتخب الكاميرون.

كان من المفترض أن تحتضن زامبيا عبارة “كان عام 1988”. لكن الظروف المالية غيرت موقعها إلى الجزائر، ثم المغرب، التي نالت حينها شرف الاستضافة من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.

من زامبيا إلى الجزائر ثم المغرب

وكان من المقرر أن تقام نهائيات كأس إفريقيا 1988 على أراضي المملكة المغربية بعد انسحاب زامبيا من تنظيمها قبل عامين من موعد الحدث القاري بسبب ظروف مالية، ومنحت للجزائر بعد عام، قبل خلاف. اندلعت خلافات مع مسؤولي الكاف بسبب مباراة المنتخب الجزائري مع تونس في دورة الألعاب. وقرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عدم تنظيم البطولة لأنها تضم ​​لاعبين محترفين.

الدار البيضاء والرباط

وخلص الاتحاد الإفريقي، في اجتماع مكتبه، إلى منح المغرب شرف تنظيم كأس إفريقيا 1988؛ ووفرت الرابطة الملكية لكرة القدم، بقيادة العقيد إدريس باموس، لاعب الجيش الملكي السابق، كل الظروف لإبهار القارة.

واستضاف ملعبا المركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط والمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، مباريات البطولة، التي تم تقسيمها إلى مجموعتين بواقع أربعة فرق في كل مجموعة. ويشارك في البطولة المغرب مستضيف البطولة والجزائر وساحل العاج وزائير ونيجيريا والكاميرون ومصر وكينيا.

إقرأ أيضا:لينا بوساحة تستعرض عزيمتها في تحقيق الأحلام مع النصر السعودي

جاء “الأسود” في المقدمة وتم إقصاؤهم بالنصف

وتصدر «الأسود» المجموعة الأولى برصيد 4 نقاط، من فوز على الجزائر بهدف نظيف بتوقيع مصطفى الحداوي، وتعادلين أمام زائير وساحل العاج، ليضمن بطاقة التأهل إلى نصف النهائي.

ولم يكن الجيل الذهبي للمنتخب في ذلك الوقت مقدر له الوصول إلى النهائي، فخسر أمام الكاميرون بهدف نظيف سجله سيريل مكاناكي في الدقيقة 78، لينهي بذلك حلم المغاربة في تحقيق اللقب الثاني. بعد فوزه بالكأس الوحيدة عام 1976.

اللقب الكاميروني

وأضاع المنتخب المغربي فرصة تاريخية ليحتل المركز الثالث على أرضه وبين جماهيره، بعد خسارته بركلات الترجيح أمام الجزائر (4/3)، علما أن المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، كما وسجل حسن ناظر لـ”الأسود” والأخضر بلومي للجزائر.

ومنذ ذلك الحين، غاب المغرب عن تنظيم هذا الحدث الذي كان قريبا من استضافته عام 2015 قبل أن يطلب تأجيل الدورة بسبب تفشي “فيروس إيبولا” في إفريقيا. والآن بعد أن أصبحت واحدة من أفضل الدول الأفريقية من حيث البنية التحتية والخدمات اللوجستية والجمهور، فإن المملكة مستعدة لاستضافة نسخة استثنائية من “CAN” في عام 2025.

السابق
سدايا.. رابط التسجيل في برنامج مبرمجي ذكاء المستقبل
التالي
تجربتي مع مرض الكبد الوبائي!