قلق متزايد من اختفاء شواطئ البرتغال.. ولكن لماذا؟ - شوف 360 الإخباري

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قلق متزايد من اختفاء شواطئ البرتغال.. ولكن لماذا؟ - شوف 360 الإخباري, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 11:10 صباحاً

في الوقت الذي تعد فيه البرتغال من الوجهات السياحية الأكثر شهرة في أوروبا، بفضل شواطئها الخلابة ومناخها المعتدل، تواجه البلاد تهديدًا بيئيًا متزايدًا يتمثل في تآكل سواحلها، لاسيما في منطقة الغارف الواقعة في الجنوب. هذا التآكل لا يُعد أمرًا جديدًا على السواحل العالمية، لكنه يأخذ طابعًا مقلقًا في البرتغال، نظرًا لموقعها الجغرافي على الحافة الغربية لشبه الجزيرة الإيبيرية، حيث تتعرض بشكل مباشر للأمواج العاتية القادمة من شمال المحيط الأطلسي.

وهذه الأمواج نفسها التي جعلت من البرتغال وجهة عالمية لمحترفي ومُحبي ركوب الأمواج، باتت الآن عاملًا مساهمًا في تآكل رمال الشواطئ وتراجع الخط الساحلي. وتعد منطقة الغارف، ذات المنحدرات الصخرية والشواطئ الرملية الذهبية، من أكثر المناطق تضررًا، حيث بدأت شواطئ شهيرة تفقد مساحتها عامًا بعد عام، ما يهدد مستقبل السياحة الساحلية في البلاد.

ورغم جهود الحكومات المحلية لمجابهة هذه الظاهرة، فإن الحلول ما زالت تعتمد على وسائل "هندسة ناعمة" مثل تغذية الشواطئ بالرمال وبناء حواجز لتقليل آثار الانهيارات الأرضية. ففي مدينة أولهاو مثلًا، تمت إضافة نحو 80,000 متر مكعب من الرمال إلى شاطئ فوسيتا-مار في محاولة لاستعادة جزء من الشاطئ المفقود، وهي تقنية تُعرف بـ"تغذية الشاطئ". ومع ذلك، لا يزال الخبراء البيئيون يُبدون قلقهم حيال مدى متانة هذه الإجراءات، خاصة مع اقتراب موسم الصيف حين تزداد الضغوط على هذه المناطق السياحية.

وقد صرحت وزيرة البيئة البرتغالية، ماريا دا غراسا كارفالو، وفقًا لصحيفة ديلي جانغ: " نحن هنا بحاجة لتبرير إطلاق مسابقة طارئة حتى يكون العمل جاهزًا مع بداية موسم السباحة.. بدون تدخل طارئ، سوف يكون من الصعب تجهيز هذا لموسم الشاطئ بناءً على ما رأيناه وآراء الفنيين الذين كانوا معنا، لدينا مبرر حقيقي للمضي قدمًا".

kaidi

وقد جرى التأكيد في شهر أبريل على توفر تمويل لـ 150,000 متر مكعب من الرمال، والذي من المفترض استخدامه لترميم جزء من الساحل بطول 600 متر وعرض 30 مترًا. ومع هذا لا يزال الأمر متروكًا لوكالة البيئة البرتغالية لتبرير طرح مناقصة طارئة.  

وتآكل السواحل هو عملية طبيعية لتآكل الأرض بفعل البحر، يحدث هذا بطرق مختلفة إما بقوة الأمواج نفسها، أو بقوة حطام البحر، مثل الحصى، الذي يُقذف على الساحل.

ويكمن التحدي في أن عمليات تغذية الشواطئ تتطلب استمرارية وكلفة مالية عالية، كما أن تأثيرها قد لا يدوم طويلًا إذا لم تُرافقها سياسات بيئية شاملة ومستدامة. أما عمليات البناء للحد من الانهيارات الصخرية فهي ضرورية لكنها في الوقت ذاته تطرح تساؤلات حول مدى تأثيرها على المشهد الطبيعي للمنطقة.

مع تزايد حدة التغير المناخي، وارتفاع منسوب مياه البحار، تُطرح تساؤلات جدية: هل يمكن للبرتغال حماية شواطئها على المدى البعيد؟ وهل ستكون الحلول الحالية كافية للحفاظ على كنوزها الساحلية التي تُعد من دعائم اقتصادها السياحي؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق