في موسم استثنائي من الدوري المصري الممتاز بنظامه الجديد، استطاعت المواجهات أن تقدّم جرعة مكثفة من المتعة والإثارة، إذ تبقى الأنظار معلقة حتى اللحظات الأخيرة من البطولة.

المجموعة الأولى تشهد تنافساً على اللقب والمراكز المؤهلة إلى البطولات الأفريقية؛ وفي المجموعة الثانية يشتدّ الصراع على النجاة من الهبوط. وبينما تستمر الإثارة في داخل الملعب، أعلنت رابطة الأندية المصرية المحترفة إلغاء الهبوط من الدوري الممتاز لكرة القدم هذا الموسم وذلك بعد اجتماع عقدته الأحد، محدثة جدلاً واسعاً في الساحة الرياضية.

هذا القرار جاء نتيجة القلق الكبير من مصير أندية كبيرة مثل الإسماعيلي، أحد أقطاب الكرة المصرية، الذي يعاني بعد خسارته الأخيرة أمام فريق مودرن فيوتشر وتراجعه إلى قاع الترتيب، حيث كانت تفصله خطوة واحدة فقط عن الهبوط الرسمي إذا لم يحقق الفوز في المباراتين المتبقّيتين.

الوضع الحالي في المجموعة الثانية أكثر إثارة من أيّ وقت مضى، إذ إنّ 7 أندية مهددة بالهبوط. الصراع على تجنب الهبوط يمسّ أندية ذات تاريخ وشعبية كبيرة، مثل الاتحاد السكندري وغزل المحلة، وأخرى عُرفت بالاستقرار في الدوري مثل سموحة وإنبي.

هذا الموسم وُصف بالاستثنائي لتغيير نظام البطولة واعتماد شكل جديد يقوم على مجموعتين. وجاء التميّز الحقيقي من خلال تعزيز التنافسيّة ورفع مستوى المنافسة.

كل الفرق قدّمت مستويات استثنائية منذ البداية وحتى المراحل الأخيرة، إلا أنّ إلغاء الهبوط سيضرب جوهر المنافسة، ولن يُعوّض الفرق التي صعدت بقوتها أو اجتهدت لبقائها، وسيُعتبر "ظلماً" لجهودها. الفرق الكبيرة مثل الإسماعيلي أو فرق أخرى تمرّ بأزمات ليست معفاة من القواعد التي تسري على الجميع.

إلغاء الهبوط قد يربك المشهد بشكل أكبر في الموسم المقبل، مع زيادة عدد الفرق وتكثيف جدول المباريات، خصوصاً للفرق الكبيرة المرتبطة بمشاركات قارية. هذا القرار لا يؤثر سلباً فقط على توازن الدوري، بل سيشكّل عبئاً على الأندية والبطولة ككلّ.

هل ينجو الإسماعيلي من الهبوط؟ (إكس)

من المبادئ الجوهرية لأيّ بطولة هي الشفافية والتنافس العادل، حيث تبقى الكلمة الأخيرة للأداء في داخل الملعب لا خارج حدوده. التاريخ الكروي مليء بأمثلة لهبوط أندية عريقة مثل جوفنتوس وليفربول وأتلتيكو مدريد في فترات مختلفة من تاريخ الكرة الأوروبية، وكذلك الأهلي في الدوري السعودي. أما كسر هذه القواعد الآن لتجنب هبوط فريق بعينه مثل الإسماعيلي، فسيحدث فوضى وسيضع نزاهة الدوري المصري محل تساؤل.

اتّسم الدوري المصري الممتاز هذا الموسم بنديّة غير مسبوقة، مع مكافأة الجهود على المستطيل الأخضر، مما جعل من هذا الموسم أحد أمتع المواسم وأكثرها إثارة في تاريخ البطولة. لذا فإنّ مصير كل الفرق يجب أن يتحدد بناءً على ما قدمته، وليس من خلال قرارات إدارية تهدد بتقويض أسس اللعبة وتاريخها في مصر.