ديفيد بيكهام بين الشغف الكروي وتحديات الوسواس القهري - شوف 360 الإخباري

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ديفيد بيكهام بين الشغف الكروي وتحديات الوسواس القهري - شوف 360 الإخباري, اليوم الخميس 22 مايو 2025 05:10 مساءً

في إحدي ليالي نيسان/ أبريل في استاد تشيس بمدينة فورت لودرديل بولاية فلوريدا، شهد عشاق كرة القدم لحظة مثيرة حين قاد ليونيل ميسي نادي إنتر ميامي لتحقيق فرصته للفوز في مباراة حماسية أمام تورنتو إف سي.

وفي حين كان الجميع ينتظرون لحظة الانتصار، وقف ديفيد بيكهام، الشريك المالك للفريق، في مكانه مغموراً بالاحباط، يعكس وجهه حالة من الاندهاش والصدمة. هذا المشهد يُظهر بوضوح ارتباط الإنكليزي العميق بكرة القدم، على رغم أنه اعتزل اللعب منذ أكثر من عقد.

بيكهام، الذي أصبح في أيار/ مايو في عمر الخمسين، ما زال يشعر أنه لاعب في داخله، في مقابلة كشف فيها عن شعوره قائلاً: "أستيقظ كل يوم وأشعر أنّ هناك شيئاً ما مفقوداً". ورغم أنه يلتزم نظاماً صارماً للحفاظ على لياقته البدنية، ويشارك زوجته فيكتوريا التدريبات اليومية، إلا أنّ وسواس الكمال والتحديات النفسية التي يواجهها تعكس صراعاً داخلياً يرافقه بعيداً من الأضواء.

من بين تلك التحديات، يكشف بيكهام عن معاناته مع مرض الوسواس القهري (OCD)، وهو اضطراب نفسي يتميز بأفكار متكرّرة وإلحاح على أداء طقوس معينة. وفي مقابلة حديثة، تحدث عن تأثير هذا المرض على حياته، وصرّح: "أحياناً سلوكياتي الوسواسية تكون مزعجة للعائلة، وأعلم أنّ زوجتي وأطفالي يشعرون بالإحباط أحياناً بسبب هذا". وأوضح أنّ هذه الحالة تتطلب صبراً وعزيمة كبيرة، مشيراً إلى أنه يعمل يومياً على إدارة هذا التحدي.

مرض الوسواس القهري بالنسبة إلى بيكهام لا يقتصر على لحظات عابرة فحسب، بل هو جزء من حياته اليومية التي يتعامل معها باستمرار، سلوكياته التي قد تبدو بسيطة أو حتى طبيعية عند البعض، تأخذ أبعاداً أكبر لديه بسبب الوسواس، ورغم هذا، لا يسمح له الوسواس القهري أن يتراجع أو يفقد حماسته، بل يشكل دافعاً إضافياً له للتفوّق والنجاح في مجالات حياته المختلفة.

ويقول بيكهام: "أعاني من الوسواس القهري منذ سنوات، البعض يظنه مجرّد ترتيب أو تنظيم، لكنه أعمق من ذلك بكثير، أشعر بحاجة للسيطرة الكاملة على التفاصيل، حتى الصغيرة منها، مثلاً، لا أستطيع النوم قبل أن أتأكد من أنّ كل شيء في مكانه تماماً، أعمل كل يوم على التعامل مع هذا التحدي، وهذا يتطلب الكثير من الصبر".

ويروي مثالاً على معاناته: "أحياناً أفتح الثلاجة، وإذا وجدت أنّ علب المشروبات غير مصطفة بالاتجاه نفسه، أعيد ترتيبها فوراً، قد يبدو الأمر سخيفاً، لكن بالنسبة إليّ، هو جزء من الهدوء الداخلي".

ويضيف: "سواء كنت ألعب الكرة، أو أقود نادياً، أو أعمل مع اليونيسف، الوسواس القهري يبقى جزءاً من يومي، هو فقط جانب من التحديات التي أواجهها، وأنا مستعد للاستمرار في مواجهتها، كما واجهت كل شيء في حياتي: بالإصرار والتفاني".

kaidi

 

ديفيد بيكهام (إكس)

ديفيد بيكهام (إكس)


شغف لا ينتهي
وعن شغفه المتواصل بكرة القدم، يؤكد: "في كل مرّة أشاهد فيها إنتر ميامي يخوض مباراة، أعيش اللقاء كأنني على أرض الملعب. بعد كل مباراة، أعود إلى البيت مرهقاً كأنني ركضت طوال 90 دقيقة، فيكتوريا تنظر إليّ وتقول: لماذا أنت متعرّق هكذا؟ ما الذي كنت تفعله؟. الحقيقة أنني أكون مشحوناً عاطفياً حتى آخر ثانية".

ويتابع: "قد أكون توقفت عن اللعب منذ 12 عاماً، لكن داخلي لا يعترف بذلك، ما زلت أشتاق للتدريب اليومي والمباريات الأسبوعية، كثيرون يفتقدون أجواء غرفة الملابس، المزاح، الضحك، لكن بالنسبة إليّ، لديّ أصدقائي وعائلتي لهذا الجانب، الشيء الذي أفتقده حقاً هو لمس الكرة والتنافس".

وعن الشغف المستمر: "أنا أبلغ من العمر 50 عاماً الآن، لكن حين أستيقظ صباحاً، أشعر أنني في الخامسة والعشرين، المشكلة أنّ جسدي لا يوافقني الرأي دائماً".

ويُردف: "بعيداً من كرة القدم، لديّ مسؤوليات كثيرة، أعمل على مشاريع متنوّعة: من وثائقي "Beckham" إلى شراكات مع علامات تجارية، إلى عملي مع اليونيسف، لكنّ كل هذا لا يمنعني من مواجهة تحدٍّ آخر لا يُرى غالباً، وهو الوسواس القهري".

وبعد اعتزاله كرة القدم الاحترافية، التي شهدت حصوله على ألقاب عدة مثل ستة ألقاب في الدوري الإنكليزي لكرة القدم مع مانشستر يونايتد، ولقب الدوري الإسباني مع ريال مدريد، واثنين من كؤوس الدوري الأميركي مع لوس أنجيلوس غالاكسي، وكأس الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان، تحوّل بيكهام إلى رائد أعمال ومالك فريق، مستثمراً في تطوير كرة القدم الأميركية من خلال ناديه إنتر ميامي.

هذا المزيج من النجومية والعمل الخيري والتحديات النفسية يجعل من ديفيد بيكهام نموذجاً ملهماً لمن يعانون الوسواس القهري وغيره من اضطرابات الصحة النفسية، بحيث يبرهن أنّ النجاح والشهرة لا يعنيان غياب المعاناة الداخلية، وأنّ مواجهة التحديات بعزم وصراحة أمر بالغ الأهمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق