غادة المرّ

شكراً لك
شكراً على حبٍ بطعمِ السّكر ِ
 بطعمِ الكرزِ والتّينِ والملبن
في مدينتي 
رائحةُ طوقِ البنفسجِ والياسمين
 ممزوجةٌ بعبقِ رائحةِ القهوة ِالتركيةِ
في صباحاتٍ ربيعيةٍ طويلةٍ 
أنتَ لستَ من هذا العالمِ القبيحِ
أنتَ لستَ عادياً 
حين أتيتَ من هناك إلى الدنيا 
كانتْ يدُ الله ترسمُ ملامحَكَ 
لا أعرفُ أيَّ قدرٍ دفعني إليك؟
 ممنوع ٌ أنت من النسيانِ
عيناك تقتلُ بلا أسبابٍ
أحبّكَ حتّى التعبِ 
أنت تخلقُ الذكرياتِ ثم تغتالُها 
قبل أن تكتملَ
صمتُك يغيّرُ توقيتَ مدنِ قلبي
وأسماءَ عواصمَ قصائدِي
وترسم صوراً تمشي في العروق وتبحر 
يا رجلاً يسافرُ بين الحلمِ والواقعِ
يخترق ُكلَّ الحدودِ ويغيِّر معالمَ الأشياءِ
من حولي
ويحدثُ أن نحتاجَ إلى بداياتٍ 
إلى نقطةٍ على السّطرِ 
إلى ترتيبِ  أوراقنا المتساقطةِ
وإنّي أراك في زحمةِ مَنْ حولي
 يعبرون يكسرون صمتي،
 وجعي وشرودي
وإنّي أراكَ 
في كحلِ العيون  
في تفاصيلِ الوجوه، 
في انكسار المرايا
حروفُ اسمِك الأربعةِ ، كلَّ يومٍ
تقيم في زوايا روحي احتفالاً 
وجنوناً لا يهدأ.