نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"مؤسسة غزة الإنسانية"... مناورة نتنياهو للهروب من وقف النار وامتصاص الضغط الدولي - شوف 360 الإخباري, اليوم الأربعاء 28 مايو 2025 08:05 صباحاً
الجواب الإسرائيلي على الانتقادات الدولية المتصاعدة لاستمرار الحرب في غزة وسقوط العدد الكبير من المدنيين قصفاً وجوعاً، كان شروع "مؤسسة غزة الإنسانية" في توزيع المساعدات في مراكز أنشئت بحماية الجيش الإسرائيلي، على رغم أن وكالات الإغاثة الدولية ترفض التعاون مع هذه المنظمة وسط شكوك في حياديتها والغرض من إنشائها.
تقدّم إسرائيل "مؤسسة غزة الإنسانية" على أنها خيار تنتفي معه الحاجة إلى البحث في وقف النار أو حلّ مستدام. وليس صدفة أن الإعلان عن بدء نشاط "المؤسسة" تزامن مع رفض إسرائيل اقتراحاً وافقت عليه "حماس" يقضي بهدنة من 60 يوماً تتضمن الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء على دفعتين، مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين والانسحاب الجزئي من غزة.
وبينما قالت "حماس" إن هذا الاقتراح هو الذي تقدم به المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، زعمت إسرائيل أن لا علاقة للمبعوث الأميركي به. واضطر الأخير إلى الإيضاح لاحقاً بأن ما جاء على لسان "حماس" يختلف عن اقتراحه.
وسط هذا اللغط، توظّف إسرائيل "مؤسسة غزة الإنسانية" لدفع الاتهامات لها باستخدام التجويع سلاحاً. والأكثر لفتاً للنظر كان خروج المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن صمته الاثنين قائلاً: "بصراحة، لم أعد أفهم ما يفعله الجيش الإسرائيلي الآن في قطاع غزة، وما الهدف منه". والتحول الألماني رافقه مطالبة من وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بـ"وقف فوري للنار" في غزة، بينما كانت "مجموعة مدريد" تجتمع في إسبانيا، تمهيداً لدعم مؤتمر "حل الدولتين" المنوي عقده في نيويورك برئاسة السعودية وفرنسا الشهر المقبل.

طفل فلسطيني يجمع أغراضه وسط الحطام في مدرسة فهمي الجرجاوي بمدينة غزة بعد غارة إسرائيلية. (ا ف ب)
kaidi
هذا الضغط الدولي الذي يلقى تجاهلاً في إسرائيل، بدأ يترك تأثيراً على موقف واشنطن. وانعكس ذلك في كلام الرئيس دونالد ترامب الأحد بقوله: "سنرى ما إذا كان في امكاننا وقف هذا الوضع برمته في أسرع وقت ممكن". كانت هذه أقوى إشارة إلى بداية تغيير في الموقف الأميركي، تبعث على الأمل بتحرك من قبل واشنطن لثني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن المضي في عملية "عربات جدعون" والعودة إلى البحث في التوصل إلى هدنة جديدة.
الانفكاك الدولي عن إسرائيل، لم يبلغ هذا المستوى من قبل. ويتسبب هذا في إحراج لترامب الذي عاد إلى البيت الأبيض باسم وقف الحروب، فإذا به يتعثر في أوكرانيا وفي غزة، ويرى كل الطرق إلى جائزة نوبل للسلام مسدودة أمامه.
وإلقاء اللوم كله على "حماس" لم يعد مقنعاً في أوروبا وبقية أنحاء العالم، لأن حجم الضحايا من المدنيين يفوق كلّ تصور. والأصوات المعترضة من داخل إسرائيل سرعان ما يجري إسكاتها، على غرار ما حصل مع رئيس الحزب الديموقراطي يائير غولان عندما تجرأ على القول الأسبوع الماضي، إنّ إسرائيل صارت دولة منبوذة، وحذّر من أن "الدولة العاقلة لا تنخرط في القتال ضد المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع لنفسها طرد السكان، كهدف".
افترق ترامب في المواقف مع نتنياهو في إيران وسوريا، وقدّم المصلحة الأميركية على مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي. ولا نضيف شيئاً إذا قلنا إن الرئيس الأميركي يعي أن غزة هي لغم يهدد بنسف جهوده في بقاع أخرى من الشرق الأوسط.
وحول أهمية تدخل ترامب، كتب حاييم لفنسون في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنه "يجب على ترامب، وويتكوف، يده اليمنى، اتخاذ قرار استراتيجي في الأيام المقبلة. هل يجب مواجهة نتنياهو علناً وفرض وقف النار عليه وإنهاء الحرب، أو التنازل والسماح (لوزير المال الإسرائيلي بتسلئيل) سموتريتش بتنفيذ خطته، وتدمير غزة؟ المرجل السياسي على وشك الامتلاء، ويبدو أن الوقت ينفد".
0 تعليق