انكمش الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأول من العام الجاري، متأثراً بضعف ملحوظ في إنفاق المستهلكين، بالإضافة إلى تأثير أكبر من المتوقع للتجارة الخارجية على الأداء الاقتصادي. ووفقًا للتقدير الثاني الصادر عن مكتب التحليل الاقتصادي يوم الخميس، تراجع الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي قدره 0.2%، مقارنة بالتقدير الأولي الذي أشار إلى انكماش بنسبة 0.3%.

تباطؤ إنفاق المستهلكين يثقل النمو الاقتصادي

شكل إنفاق المستهلكين، وهو المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي الأمريكي، نقطة ضعف رئيسية في أداء الربع الأول، إذ ارتفع بنسبة 1.2% فقط، وهو ما يمثل تراجعًا ملحوظًا مقارنة بالتقدير الأولي الذي سجل 1.8%. هذا الانخفاض يوضح أن وتيرة نمو الإنفاق هي الأبطأ خلال ما يقرب من عامين، مما يؤثر سلباً على النشاط الاقتصادي العام.

التجارة الخارجية وصافي الصادرات يعززان الضغط السلبي

كان لصافي الصادرات أثر كبير في تراجع الناتج المحلي الإجمالي، حيث ساهم في خفضه بنحو 5 نقاط مئوية، وهي نسبة تفوق التقديرات الأولية. هذا يشير إلى أن تأثير التجارة الخارجية، سواء عبر زيادة الواردات أو انخفاض الصادرات، كان أكبر مما كان متوقعًا في التقارير الأولية، مما زاد من الضغط السلبي على الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول.

تحسن الاستثمار وتراكم المخزونات يخففان حدة الانكماش

على الجانب الإيجابي، شهدت البيانات الاقتصادية تعديلًا طفيفًا نابعًا من تحسن في استثمار الأعمال وزيادة في تراكم المخزونات، مما حدّ من حدة الانكماش في الناتج المحلي الإجمالي. كما أن الإنفاق الحكومي الفيدرالي لم يكن عاملاً سلبياً كما ورد في التقدير الأولي، ما يشير إلى بعض الاستقرار في الإنفاق العام رغم التحديات الاقتصادية.