نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كارني استفاد من درس زيلينسكي مع ترامب - شوف 360 الإخباري, اليوم الأحد 11 مايو 2025 05:10 صباحاً
استفاد رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. إذ تفادى تكرار الاجتماع الكارثي في 28 شباط / فبراير الماضي بين الزعيم الأوكراني والرئيس الأميركي دونالد ترامب في المكتب البيضوي، على ضوء مشادة غير مسبوقة أمام عدسات التلفزة.
أظهر كارني رباطة جأش وهو يستمع إلى ترامب يعيد المعزوفة ذاتها عن أن الأفضل لكندا أن تصير الولاية الأميركية الرقم 51. ردّ كارني بهدوء قائلاً "إنّ كندا ليست للبيع أبداً". فردّ ترامب على ضيفه "لا تستخدم كلمة أبداً". هنا انتهى الجدل من دون التطوّر إلى مشادة على غرار تلك التي اندلعت بين ترامب وزيلينسكي على خلفية تشكيك الأخير بصدق نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع حدّ للحرب، الأمر الذي اعتبر نائب الرئيس الأميركي جيه. دي. فانس الذي كان حاضراً، أنّه بمثابة إهانة.
كارني الفائز في الانتخابات التشريعية في ظل حملة كان عنوانها رفض التهديدات الأميركية بالضم والتنديد بزيادة التعريفات الجمركية على الواردات الكندية، أكد في مؤتمر صحافي بعد اللقاء مع ترامب، أنّه طلب من الرئيس الأميركي بعيداً عن الأضواء، التوقف عن طرح مسألة جعل كندا الولاية الـ51، لكنه بدا جلياً أنه لا يريد الدخول في سجال مع ترامب في وقت يُجري الجانبان مفاوضات للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد.
انتخاب الكنديين لحزب الأحرار بزعامة كارني لولاية جديدة، كان بمثابة رسالة قوية من الشعب الكندي، ترفض الانضمام إلى كندا وتعبّر عن الاستياء من التعريفات الجمركية الجديدة بين الجارين الحليفين.
تولّى كارني زعامة الحزب وسط تدهور كبير في شعبيته، بسبب الاستياء من طريقة أداء رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو، الذي كان يطلق عليه ترامب لقب "الحاكم"، وليس رئيس الوزراء، متقصّداً إهانته.
لم يستلطف الكنديون أسلوب ترامب، على رغم عدم رضاهم عن ترودو. وهنا نجح كارني في استغلال الحملة الأميركية، من أجل إعادة ترميم التأييد للأحرار والفوز على الحزب المحافظ الذي كان يتقدّم في الاستطلاعات إلى ما قبل تسلّم كارني زعامة الحزب والحلول محل ترودو في رئاسة الوزراء بعد استقالته.
لم يفت ترامب تذكير كارني بأنّه السبب في فوز حزبه بالانتخابات، بسبب تكتل الكنديين ضدّ مواقفه، من الضمّ ومن الرسوم.
kaidi
لا يعني هذا انتهاء المواجهة بين ترامب وكارني. وسيتوقّف الكثير على نتائج المفاوضات التجارية، وعلى الطريقة التي سيتعامل بها الرئيس الأميركي خلال قمة مجموعة السبع، التي ستعقد في حزيران / يونيو في كاناناسكيس بمقاطعة ألبرتا الكندية.
لا ريب في أن كارني يراهن على أن ترامب محكوم بالتراجع عن الكثير من قراراته بالنسبة إلى التعريفات، بعد الإشارات السلبية عن احتمال اتجاه الاقتصاد الأميركي إلى الركود، وعدم استقرار الأسواق المالية.
وأولى تراجعات ترامب، كانت اضطراره إلى الجلوس مع الصين للتفاهم على وسائل تحدّ من الآثار السلبية على التجارة العالمية، التي أحدثتها الزيادات الحادة في التعريفات.
عين كارني الآن على عدم منح ترامب ذريعة لإفشال المفاوضات الجارية مع كندا. وهذا سرّ تَجَنُّبِهِ الخوض في سجالات مع ترامب، الذي يهوى الاستعراضات أمام وسائل الإعلام.
هذا يشير إلى أنّ كارني يرى أن الأسواق هي العامل الحاسم، الذي سيحمل ترامب على إعادة مراجعة سياساته التجارية، وليس الدخول معه في مواجهات لا تحقّق الهدف المرجوّ.
وإذا كان ترامب بدأ حواراً مع الصين، فذلك إثبات على أنّ عاصفة التعريفات بدأت بالانحسار، لتحلّ مكانها سياسة أكثر واقعية، سواء إزاء الخصوم أو الحلفاء.
كانت واقعة زيلينسكي درساً مهمّاً لكارني.
0 تعليق