إذا كنت تخطط لزيارة المغرب، فلا يمكن أن تكتمل رحلتك دون التوقف في مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية وأكبر مدن المملكة. تجمع هذه المدينة الساحلية بين الحداثة وروح الأصالة المغربية، فتمنح الزائر تجربة متكاملة تمزج بين التاريخ، والثقافة، والطعام، والتسوق، والهدوء المطل على المحيط الأطلسي. 

وفي يوم واحد فقط، يمكنك أن تستكشف أبرز معالمها وتعيش لحظات لا تُنسى. فإليك دليلًا مثاليًا لقضاء يوم رائع في الدار البيضاء.

ابدأ يومك مبكرًا بنزهة على كورنيش عين الذياب، حيث الأمواج تتلاطم بهدوء والشمس تشرق على البحر الأطلسي في لوحة آسرة. ثم توجّه إلى مسجد الحسن الثاني، أحد أكبر المساجد في العالم، والمعلَم الأبرز في المدينة. يتميز المسجد بموقعه المذهل على البحر، وتصميمه المغربي الفريد، وزخارفه الفاخرة. يُسمح للزوار بالدخول في جولات مصحوبة بمرشدين، فلا تفوت فرصة التأمل في تفاصيل العمارة الداخلية الرائعة.

وكذلك يمكن الاستمتاع بمشاهدة فنون الشوارع الرائعة في الدار البيضاء بحديقة الجامعة العربية، وهي ملاذ نابض بالحياة يشمل حديقة تزلج واثنتين من أشهر الجداريات في المدينة، أو تفضل بزيارة المعهد الفرنسي القريب، الذي يعرض الكثير من الجداريات بشكل دائم، حيث يستضيف كذلك محاضرات وفعاليات أخرى. وكذلك يمكن مشاهدة عرضًا في سينما الريف، وهي دار سينما كلاسيكية تقدم برامج ثقافية أخرى، غالبًا باللغة الفرنسية. حيث يمكنك زيارة "المكان"، وهو رياض مُجدد في المدينة القديمة، حُول إلى حاضنة للشركات الناشئة، ويُعد أيضًا مكانًا للحفلات الموسيقية والنقاشات.

مع حلول منتصف النهار، اتجه إلى المدينة القديمة، قلب الدار البيضاء النابض بالحياة. ستجد الأزقة الضيقة مليئة بالمحلات الصغيرة التي تبيع المصنوعات التقليدية، من السجاد إلى الفخار والتوابل. لا تنسَ المساومة بروح مرحة مع البائعين! وبعد جولة تسوق ممتعة، استرح في أحد المطاعم المحلية لتذوق طاجن الدجاج بالزيتون والليمون المخلل أو الكسكس المغربي الشهير، واستمتع بكوب من الشاي بالنعناع المنعش.

خصص فترة العصر لزيارة متحف فيلا الفنون، الذي يعرض أعمالًا لفنانين مغاربة معاصرين ويتيح فرصة لفهم المشهد الثقافي العصري للمدينة. بعد ذلك، اتجه مجددًا إلى كورنيش عين الذياب، لكن هذه المرة للاستمتاع بمقهى على البحر أو حتى الغطس في مياه الأطلسي إذا كنت من محبي السباحة، أو فقط لمراقبة غروب الشمس في أجواء هادئة.

مع حلول المساء، توجّه إلى أحد المطاعم الفاخرة المطلة على البحر أو الواقعة في حي "غوتيي" العصري، حيث تقدم الأطباق العالمية والمغربية بلمسة حديثة. وإذا كنت تبحث عن أجواء أكثر حيوية، فهناك العديد من المقاهي والمراكز الثقافية التي تُقيم عروضًا موسيقية حية وتقدم فرصة للاختلاط بالسكّان المحليين.

رغم أن يومًا واحدًا في الدار البيضاء قد لا يكفي لاكتشاف كل كنوزها، إلا أنه كفيل بأن يمنحك لمحة ساحرة عن مدينة تنبض بالحياة والتنوع. إنها مزيج من الماضي والحاضر، من الشواطئ إلى الأسواق، ومن المساجد الشامخة إلى ناطحات السحاب. ستغادرها حتمًا وأنت تفكر في العودة إليها لاستكشاف المزيد.