أثار خبر تعليق الكويت التأشيرات للبنانيين، جدلاً كبيراً على كافة المنصات الإلكترونية. مع العلم أن العلاقات بين البلدين لم تكن متوترة لدرجة أنها استدعت مثل هذا القرار وفي هذه اللحظة بالذات، حيث أن لبنان يمر بهذه الأزمات السياسية الكبيرة التي نتابعها كل يوم، مع العلم أن مئات الآلاف من اللبنانيين يعملون في الخليج بلدان. ويرسلون مبالغ مالية كبيرة إلى ذويهم في بلدهم الذي يغرق في ضائقة اقتصادية، علماً أن في الكويت وحدها نحو 50 ألفاً، بحسب الإحصائيات الصادرة عن السفارة اللبنانية.

عزيزي القارئ، في هذا المقال سنوضح تفاصيل تعليق تأشيرة الكويت للبنانيين، وكذلك توضيح أسباب اتخاذ هذا القرار.

عناصر المقال

سبب إيقاف الكويت التأشيرات للبنانيين

وتضامنت الكويت مع قرار المملكة العربية السعودية قطع علاقاتها مع لبنان، فأعلنت شفهياً وغير رسمي أنها ستتوقف عن إصدار تأشيرات الدخول للبنانيين، كما فعلت البحرين والإمارات.

ولذلك سحبت تلك الدول سفراءها من لبنان وطلبت من السفراء اللبنانيين مغادرة البلاد. كما أمهلت وزارة الخارجية الكويتية القائم بأعمال السفارة اللبنانية مغادرة البلاد خلال 48 ساعة، بحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية.

ودعمت هذه الدول السعودية بعد تصريحات جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني حول ما يحدث في اليمن، بالإضافة إلى حديثه عن نفوذ حزب الله وتنامي قوة هذا الحزب الإرهابي في لبنان. وهذا بالطبع يؤثر على مصالح العديد من الدول بسبب تزايد مشاكل لبنان وتزايد قوة الإرهاب فيه.

لذلك أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أنه لا فائدة من التعامل مع لبنان في ظل سيطرة الإيرانيين على قضيته.

إلى ذلك، فككت الكويت خلية إرهابية وأمرت بالقبض على أعضائها متهمين بالتجسس، كانت هذه الخلية تابعة لإيران وحزب الله. كما كان بحوزتهم ذخيرة وأسلحة استخدموها في التآمر على الكويت. ولذلك فإن موقف الكويت كان مبررا.

ما هو مصير اللبنانيين المقيمين في الكويت؟

وأكدت الكويت أن هذا القرار لا علاقة له باللبنانيين المقيمين أصلا في الكويت. وبدلاً من ذلك، فإنه ينطبق على تأشيرات الزيارة المختلفة، سواء للزيارات السياحية أو التجارية أو العائلية أو الحكومية.

ولذلك أوضحت أن اللبنانيين المقيمين هناك لهم كل الحق في العودة إلى لبنان أو الإقامة في الكويت.

وأكدت مصادر مختلفة في الكويت أن هناك ما يقرب من 50 ألف لبناني يعيشون ويعملون في الكويت. إضافة إلى أنه يرسل لهم مبالغ مالية ضخمة كل شهر لمساعدتهم خلال الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان.

ما هي تصريحات جورج قرداحي بشأن السعودية؟

ومن تصريحات جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني التي أثارت هذا الجدل على سبيل المثال:

  • فاليمنيون لم يسعوا إلى الحرب مع السعودية منذ البداية، وهم الضحايا الحقيقيون لتلك الحرب.
  • معظم التفجيرات السعودية شارك فيها مدنيون عزل.
  • ولم تتسبب صواريخ الحوثي في ​​1% من الأضرار التي حدثت في اليمن نتيجة القصف السعودي.
  • ومن حق كل دولة الرد على القصف أو العدوان الذي تتعرض له.

هذه التصريحات صدرت عن جورج قرداحي في الأول من أغسطس الماضي، قبل أن يتولى منصب وزير إعلام لبنان، فأعلنت الحكومة اللبنانية أنه لا يمثل لبنان، لكن السعودية وجهت رسالة قوية إلى لبنان ثم طردته منها إلى السفير اللبناني، والسبب الذي زاد الطين بلة هو الرفض.. جورج قرداحي يعتذر عن تصريحاته.

توضيح رسمي حول حقيقة إيقاف التأشيرات للبنانيين

أوضح مسؤول أمني حقيقة ما تناقلته وسائل إعلام محلية ودولية عن توقف الكويت عن إصدار مختلف أنواع التأشيرات للبنانيين، ولفت إلى أن هذه الأخبار غير دقيقة.

لذلك، قال هذا المسؤول الكويتي إن الأمر ليس توقفا كليا لإصدار التأشيرات للبنانيين، بل تشديدا لإصدار التأشيرات للبنانيين، وأكد أن الحكومة الكويتية اتخذت قرارا بتشديد القيود. دون إصدار تعميم رسمي.

وأدت الانقسامات السياسية إلى تعليق التأشيرات

وكانت العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية متوترة للغاية لبعض الوقت، على الرغم من دعم السعودية للبنان خلال الحرب الأهلية ووفاة رئيس وزرائه رفيق الحريري، لكن هذا الوضع تغير كثيرا عندما عزز حزب الله نفوذه على لبنان. وسيطروا عليها، لكن كما وضحنا سابقاً، فإن سبب الأزمة كان هذا الارتباط الأخير بتصريحات جورج قرداحي.

هل منعت الكويت إصدار التأشيرات لدول أخرى؟

خبر تعليق الكويت التأشيرات للبنانيين أثار الجدل كما قلنا، لكن هل حدث هذا لدول أخرى؟

تلقت الإدارات المسؤولة عن الإقامة في محافظات الكويت أمراً شفهياً بتعليق جميع المعاملات المتعلقة بالمواطنين السودانيين، وأشارت إلى أن عدد الدول الممنوعة من دخول البلاد ارتفع إلى 8 دول هي لبنان وسوريا والعراق. وباكستان وإيران وأفغانية الجنسية واليمن والسودان.

وأوضحت بعض المصادر الأمنية رفيعة المستوى أن أسباب منع السودانيين من دخول الكويت تعود إلى الاضطرابات الداخلية التي يشهدها السودان، وأشارت إلى تعليق كافة الإجراءات المتعلقة بالجالية السودانية سواء تأشيرة الزيارة أو العمل.

وأوضحت هذه المصادر أن هذا الإجراء اتخذته الكويت مع عدد كبير من الدول التي شهدت اضطرابات داخلية، وبات واضحا أن الهدف من اتخاذ هذا القرار كان؛ ويرجع ذلك إلى أن عدداً كبيراً من الجاليات التي تشهد بلدانها اضطرابات يحاولون باستمرار جلب عائلاتهم إلى الكويت عن طريق الزيارات أو الالتحاق بأحد الأقارب، خوفاً من تسلل المطلوبين إلى سلطات بلدانهم أو عند المدخل. من العناصر التي تهدد الأمن.

وأكد المصدر أن هذا الأمر لا يشمل السودانيين المقيمين في الكويت، مما يعني أن السودانيين المقيمين في الكويت غير مشمولين بهذا القرار، ولهم الحق في العودة إلى بلادهم متى أرادوا، ولهم الحق أيضاً. لتجديد إقامتك.

لقد وقفت الكويت دائما إلى جانب لبنان، سواء في الحرب أو في السلم، وكانت خير سند له في الظروف الصعبة التي كان يمر بها. ولذلك فإن جذور العلاقات الكويتية اللبنانية عميقة جدا ونأمل أن تحل هذه الأزمة في أسرع وقت لضمان تقارب الأهداف والتفاهم بين البلدين.