البهاق أسبابه وكيفية علاجه والوقاية منه. يُعرف البهاق بأنه أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة (طويلة الأمد) التي تؤثر على الخلايا المسؤولة عن إنتاج الميلانين في الجلد. يصيب ما يقارب 1% من سكان العالم دون أي ارتباط بعرق أو جنس محدد، ويؤدي إلى ظهور بقع بيضاء (صبغية) في مناطق متعددة من الجسم وعادة ما توجد على الوجه والرقبة واليدين ومناطق الطيات ( مثل الإبطين والأرداف)، حول الشامات والأرداف. فتحات الجسم المختلفة (حول الفم والأنف والشرج والمنطقة التناسلية)، بالإضافة إلى احتمالية تواجدها في الأغشية المخاطية التي تغطي الأنف والفم.

عناصر المقال

أسباب البهاق

يعتبر البهاق من أمراض المناعة الذاتية، إذ يعاني المصابون به من خلل في جهازهم المناعي. لا تستطيع الخلايا المناعية لدى مرضى البهاق التمييز بين خلايا الجسم نفسها والأنسجة السليمة والأجسام الغريبة مثل الجراثيم والفيروسات والطفيليات. لذلك يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة وتدمير الخلايا الصبغية للجلد التي تنتج الميلانين، مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض كمية الميلانين المنتجة وظهور بقع نقص التصبغ، ويمكن أن يصاحب البهاق أمراض أخرى تتعلق بالمناعة وخلل في المناعة. الجهاز المناعي. التعرف على خلايا الجسم، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية (بسبب مهاجمة الخلايا المناعية للغدة الدرقية)، ومرض السكري الناتج عن تلف الغدة الصماء في البنكرياس، بالإضافة إلى فقر الدم، كما أن الأورام الخبيثة في الدم واضطرابات أخرى تدعم مسبب البهاق المناعي الذاتي.

عوامل خطر الإصابة بالبهاق

ليس كل الأفراد متساويين في احتمالية الإصابة بالبهاق، حيث أن هناك مجموعة من الحالات التي تهيئ الأشخاص بشكل كبير للإصابة به، بما في ذلك:

  • وجود البهاق عند أحد أفراد الأسرة، وخاصة عند الأقارب من الدرجة الأولى مثل الأب والأم والأشقاء.
  • وجود أمراض مناعة ذاتية في العائلة، مثل فقر الدم الخبيث، وأمراض الغدة الدرقية، والسكري.
  • وجود بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الجلد، وسرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكين.

مضاعفات البهاق

يعتبر مرضى البهاق أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الجلدية والعينية والنفسية من غيرهم، ومن مضاعفات المرض نذكر:

  • حروق الشمس عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة، لأن نقص الميلانين يجعل الجلد أكثر عرضة لأشعة الشمس، مما يؤكد الدور المهم الذي يلعبه الميلانين في حماية الجلد، لذلك يجب على المصابين استخدام واقي الشمس بشكل مستمر مع الحرص على تقليل التعرض لأشعة الشمس. أبعد ما يمكن.
  • – التهاب القزحية (الطبقة الوسطى التي تحتوي على الميلانين والتي تعطي اللون للعين).
  • فقدان جزئي للسمع لسبب غير معروف حتى الآن.
  • – مشاكل نفسية تتعلق باختلاف مظهر لون الجلد، مما يجعل مريض البهاق يشعر بعدم الأمان على نفسه ولا يحب مظهره، بالإضافة إلى اعتقاده بأنه مكروه من المجتمع وميله للعزلة.

أنواع البهاق

هناك خمسة أنواع رئيسية من البهاق:

  • البهاق المعمم: وهذا هو النوع الأكثر شيوعاً، حيث يؤثر المرض على جميع أجزاء الجسم دون استثناء، وتنتشر البقع الملونة على مناطق مختلفة من الجلد.
  • البهاق المحيطي: يصيب المرض بعض المناطق ويحافظ على مناطق أخرى، حيث توجد البقع البيضاء بشكل رئيسي على الشفاه والأطراف (العلوية والسفلى) والأعضاء التناسلية.
  • البهاق القطاعي: وهو مرض جلدي يظهر في أحد جانبي الجسم دون الجانب الآخر.
  • البهاق البقعي: تظهر بقع في أماكن محددة من الجسم وهي حالة خفيفة.
  • هالة البهاق الشامة: يتركز فقدان اللون حول الشامة بشكل رئيسي على شكل هالة خفيفة تحيط بالشامة الداكنة.

علاج البهاق

تختلف وجهات النظر الطبية حول علاج البهاق، إذ لا توجد طريقة موثوقة ومضمونة بنسبة 100% لعلاج هذا المرض، وتعتمد الإجابة بشكل أساسي على عمر الشخص المصاب ومدى الإصابة. ومن الطرق العلاجية نذكر:

  • المراهم الموضعية التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات (الجلوكوكورتيكويدات) والتي يتم تطبيقها مباشرة على الجلد المصاب. ويجب الاستمرار على هذا العلاج لفترة طويلة (عدة أشهر) للحصول على نتيجة مرضية ومقبولة. بعض المرضى لا يستفيدون من هذا النوع من العلاج، والبعض الآخر قد يعاني من ترقق الجلد نتيجة استخدام الستيرويد على المدى الطويل، نستنتج مما سبق أن الجلوكورتيكويدات مناسبة لبعض المرضى وغير فعالة بالنسبة للآخرين.
  • الكورتيكوستيرويدات الجهازية (عن طريق الفم أو الحقن) التي يصفها الأطباء في حالات المرض المتقدمة.
  • العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (UVA) باستخدام السورالين عن طريق الفم أو الموضعي، ويتم تطبيق هذا العلاج مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، ويمكن اعتباره علاجًا ناجحًا وفعالًا على الرغم من آثاره الجانبية المحتملة مثل التورم والاحمرار والحكة والجفاف.
  • العلاج باستخدام الأشعة فوق البنفسجية ثبت أن هذه الطريقة فعالة بعد فترة زمنية قصيرة (حوالي 15 جلسة).
  • العلاج الجراحي: تتم عملية تطعيم الجلد عن طريق نقل أجزاء من الجلد السليم إلى المناطق المكشوفة ووضعها مكان الجلد المصاب الموجود في المناطق المكشوفة.

الوقاية من البهاق

تزيد الاختلافات الجينية من احتمالية إصابة الشخص بالبهاق، إلا أنه من الصعب التنبؤ أو منع ظهور المرض، وبالتالي لا توجد طريقة للوقاية منه، ويتم اتخاذ عدة إجراءات فقط لمنع تطوره.