نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السعودية
وقطر
والإمارات..
4
أهداف
للرئيس
الأمريكي
دونالد
ترامب
في
جولته
الخليجية - شوف 360 الإخباري, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 12:40 مساءً
في رحلة دبلوماسية تحمل أبعادًا اقتصادية وسياسية واستراتيجية، يحل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضيفًا على منطقة الخليج العربي، محطته الأولى المملكة العربية السعودية، مرورًا بقطر وصولًا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
تأتي الجولة، في مستهل ولايته الرئاسية الثانية، ولا تقتصر على كونها مجرد لقاءات بروتوكولية، بل تحمل رسائل عميقة إلى حلفاء واشنطن وخصومها على حد سواء، وتكشف عن رؤية ترامب للعالم، تلك الرؤية التي طالما اتسمت بمنطق رجل الأعمال الباحث عن الصفقات الرابحة.
وفق "بي بي سي عربي " فإن التاريخ يُعيد التاريخ نفسه، ففي ولايته الأولى عام 2017، كسر ترامب تقليدًا أمريكيًا راسخًا، حيث كانت الوجهة الخارجية الأولى للرؤساء الأمريكيين غالبًا ما تكون كندا أو المكسيك أو إحدى الدول الأوروبية، تجسيدًا لأهمية الجوار أو المصالح الاستراتيجية في القارة العجوز، لكن ترامب آنذاك اختار الرياض، ليحتفي بصفقات تجارية وعسكرية ضخمة قُدرت بمئات المليارات من الدولارات، وليشارك العاهل السعودي في رقصة "العرضة" التقليدية، في مشهد أيقوني جسّد التقارب بين البلدين.
واليوم، مع عودته إلى البيت الأبيض، يستهل ترامب جولاته الخارجية من جديد بالخليج، مؤكدًا على الأهمية الخاصة التي يوليها لهذه المنطقة. وقد سبقت هذه الجولة زيارة غير متوقعة إلى الفاتيكان لحضور جنازة البابا الراحل فرنسيس، مما يضيف بُعدًا روحيًا وسياسيًا آخر لتحركاته الدبلوماسية.
لماذا يمنح ترامب هذه الأهمية الاستثنائية لزيارة السعودية وقطر والإمارات؟ وهل تعكس هذه الجولة أولوياته خلال فترة ولايته الثانية؟ وأجاب عليه الدكتور عبد الله باعبود، الأكاديمي العُماني المتخصص في شؤون الخليج، في تصريح لـ "بي بي سي نيوز عربي"، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي يدرك تمام الإدراك الثقل الاقتصادي والسياسي المتزايد لمنطقة الخليج، في ظل نفوذها المتنامي على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وقدرة دولها على ضخ استثمارات هائلة. ويضيف باعبود أن استقرار المنطقة وموقعها الاستراتيجي الحيوي، بالإضافة إلى تفاعلات دول الخليج الإقليمية والدولية، يمنحها "دورًا يفوق حجمها وقدراتها".
الصفقات التجارية الضخمة: محرك أساسي للاهتمام
عندما كشف ترامب عن خططه لهذه الجولة في شهر مارس الماضي، لم يخفِ أن الهدف الأساسي هو إبرام صفقات تجارية ضخمة مع دول الخليج الثرية. وأشار إلى أن هذا الاختيار جاء بناءً على وعود بصفقات تُقدر بـ "مئات المليارات من الدولارات" ستعود بالنفع على الشركات الأمريكية. ويؤكد باعبود على أن "استثمارات منطقة الخليج واحتياطاتها النقدية وصناديقها السيادية الهائلة تساعدها على لعب دور محوري في الاقتصاد العالمي".
في ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد الأمريكي، يدرك ترامب أن هذه المنطقة الغنية بالنفط والغاز قادرة على جذب "الكثير من المال والاستثمارات إلى الولايات المتحدة"، كما يوضح الباحث العُماني. فبعد زيارته للسعودية في عام 2017، تباهى ترامب بصفقات تجاوزت قيمتها 450 مليار دولار، تضمنت مبيعات عسكرية بقيمة 110 مليارات دولار. ولكن هذه المرة، يطمح ترامب إلى صفقات مع السعوديين قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن دولة الإمارات تعهدت بـ "إطار استثماري" في الولايات المتحدة يمتد لعشر سنوات، بقيمة تصل إلى 1.4 تريليون دولار.
يرى حسن منيمنة، الباحث المتخصص في الشؤون الأمريكية والشرق أوسطية والمقيم في واشنطن، أن ترامب يركز على تحقيق "مكاسب آنية" من جولته الخليجية.
وفي حديثه لـ "بي بي سي عربي"، أوضح منيمنة أنه في ظل "الحرب التجارية" التي يشنها ترامب على الصين ودول أخرى، يحتاج إلى إظهار أن "الصفقات تتدفق على الولايات المتحدة" كدليل ملموس على نجاح سياساته الاقتصادية.
أزمات الشرق الأوسط.. دور محوري للحلفاء الخليجيين
فاجأ ترامب العالم بتصريحاته بعد أيام قليلة من بدء ولايته الثانية، حيث تحدث عن رغبة الولايات المتحدة في السيطرة على غزة لتحويلها إلى "ريفيرا الشرق الأوسط". وتضمنت الأفكار التي طرحها ترحيل غالبية سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.1 مليون نسمة، مع تحميل "دول مجاورة لديها ثروات كبيرة" مسؤولية التكاليف.
kaidiوقوبل هذا المشروع بانتقادات واسعة، بينما طرحت الدول العربية تصورًا بديلًا لإعادة إعمار القطاع، لكن الولايات المتحدة وإسرائيل تحفظتا عليه. ويتوقع باعبود أن يسعى ترامب خلال جولته الحالية، التي ستنتهي يوم الجمعة، للحصول على دعم مالي لإعادة إعمار القطاع المدمر.
لكن هناك قضية أخرى قد تكون أكثر إلحاحًا بالنسبة للرئيس الأمريكي، بحسب باعبود، وهي "مطالبة دول الخليج بالتدخل لإطلاق سراح باقي الرهائن المحتجزين في غزة". وتلعب قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، دورًا محوريًا في جهود الوساطة مع مصر بين حركة حماس وإسرائيل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
وفي سياق التداعيات الإقليمية لحرب غزة، عززت الولايات المتحدة مؤخرًا من وجودها العسكري في الشرق الأوسط، حيث شنت غارات جوية مكثفة ضد حركة أنصار الله الحوثية في اليمن، ردًا على استهداف الحوثيين لسفن في البحر الأحمر، بدعوى دعم الفلسطينيين. وقبل نحو أسبوع من زيارة ترامب، توسطت سلطنة عُمان للتوصل إلى هدنة بين واشنطن والحوثيين. ويرى الباحث منيمنة أن الرياض ربما طلبت من واشنطن وقف غاراتها الجوية على اليمن قبل وصول الرئيس الأمريكي إلى المنطقة.
أما بالنسبة للملف النووي الإيراني، فقد هدد ترامب بقصف إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنه. وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية في شهر مارس الماضي، صرح ترامب قائلًا: "هناك سبيلان للتعامل مع إيران: إما عسكريًا، أو من خلال إبرام اتفاق"، مشيرًا إلى أنه يفضل "التوصل إلى صفقة". وفي بيان صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية في 30 أبريل الماضي، أكدت الوزارة أن "النظام الإيراني مستمر في إذكاء الصراع في الشرق الأوسط، وتطوير برنامجه النووي، ودعم وكلائه وشركائه الإرهابيين". ومع ذلك، يبدو أن هناك رغبة مشتركة بين الولايات المتحدة وإيران لتجنب الدخول في حرب مباشرة، حيث تتوسط سلطنة عُمان من أجل التوصل إلى تسوية بينهما.
النفوذ الخليجي المتنامي عالميًا.. دور الوساطة البارز
برزت المملكة العربية السعودية كلاعب دبلوماسي مهم، حيث لعبت دور الوسيط بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا. ففي شهر فبراير الماضي، استضافت الرياض محادثات بين مسؤولين أمريكيين وروس بشأن سبل إنهاء الحرب الأوكرانية، وذلك دون مشاركة كييف في هذه المحادثات. هذا الاجتماع، الذي يُعد الأول من نوعه بين واشنطن وموسكو منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، بدا وكأنه يمثل نهاية للجهود الغربية الرامية إلى عزل روسيا. وفي شهر مارس، استضافت السعودية وفودًا من الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا في جولات محادثات منفصلة.
كان اجتماع المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين في جدة هو أول لقاء بين الجانبين منذ مشادة كلامية بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض في أواخر فبراير الماضي. وربما ساعدت محادثات أخرى في الرياض، وصفها الأوكرانيون بأنها "مثمرة"، على تهدئة الخلافات بين كييف وواشنطن. كما نجحت السعودية والإمارات في الوساطة بين الروس والأوكرانيين لإتمام صفقات تبادل أسرى حرب.
يؤكد الأكاديمي باعبود أن دول الخليج اكتسبت نفوذًا سياسيًا واقتصاديًا متزايدًا بفضل دورها المتنامي في التعامل مع الأزمات الإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى قدراتها المالية الهائلة وما تتمتع به من احتياطيات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي. ويشير إلى أن منافسين للولايات المتحدة، وعلى رأسهم الصين، يدركون تمامًا أهمية هذه المنطقة الحيوية، ولذلك تسعى واشنطن جاهدة لتعزيز علاقاتها مع القادة الخليجيين.
الملف الشائك.. فرص التطبيع بين السعودية وإسرائيل
خلال ولايته الأولى، حقق ترامب إنجازًا تاريخيًا من خلال التوسط في اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل وأربع دول عربية هي: الإمارات والبحرين والمغرب والسودان. وبينما أثرت الحرب الدائرة في السودان على محادثات التطبيع الخاصة بها، انضمت الدول الثلاث الأخرى إلى مصر والأردن في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
أما المملكة العربية السعودية، الدولة ذات النفوذ الهائل على الصعيدين العربي والإسلامي، فلا تعترف رسميًا بدولة إسرائيل حتى الآن. وقد صرح مسؤول سعودي بارز لـ "بي بي سي" في العام الماضي بأن صفقة بين الجانبين كانت "وشيكة" قبل أن تشن حركة حماس هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وبعد أن أشار ترامب إلى أن الرياض قد لا تشترط إقامة دولة فلسطينية مستقلة من أجل التوصل إلى اتفاق، أكدت السعودية بشكل قاطع أنه "لا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية".
يرى مراقبون أن مسألة التطبيع هذه تكتنفها حساسية بالغة بالنسبة للسعودية في الوقت الراهن. ويقول باعبود إنه مع استمرار الحرب في غزة، يبدو أن السعودية غير مستعدة لمناقشة هذه القضية خلال زيارة ترامب الحالية. ومع ذلك، يتوقع الباحث أن يسعى الرئيس الأمريكي لإتمام اتفاقيات بين إسرائيل ودول خليجية أخرى خلال فترة ولايته الرئاسية الثانية. ولا شك أن أي صفقة تشمل السعودية ستمثل تحولًا جذريًا في المنطقة، وستكون لها تداعيات واسعة النطاق على مختلف الأصعدة.
0 تعليق