على الرغم من الجهود الرقابية المستمرة التي تبذلها بلدية الدمام من خلال حملاتها الميدانية، يواصل سوق حراج الدمام تحديًا لعمليات التنظيم، متحولاً بشكل متزايد إلى ما يشبه سوقاً عشوائياً يمتد تأثيره إلى خارج أسواره.
وتشهد المناطق المحيطة بالسوق والممرات والأرصفة عرضاً للبضائع المتنوعة، مما يخلق زحاماً خانقاً يختلط فيه المشاة بالمركبات، ويجعل من مهمة دخول المتسوقين الراغبين في الوصول إلى داخل السوق النظامي أمراً بالغ الصعوبة، خاصة خلال أوقات الذروة وعطلات نهاية الأسبوع.

تحدي الرقابة

وتعكس هذه المشاهد استمرار بعض الباعة في تحدي الرقابة والتنظيم، حيث تتكدس المنتجات بشكل عشوائي على الأرض وفي ممرات المشاة، الأمر الذي لا يعيق انسيابية الحركة فحسب، بل يثير أيضاً استياء مرتادي السوق والمهتمين بالشأن العام في المدينة الذين يرون في ذلك تجاوزاً للأنظمة وتأثيراً سلبياً على المشهد الحضري.
وأشار عدد من المواطنين إلى أن الحراج يعاني من مشكلات هيكلية متراكمة تمنع تطوره وتحد من فعالية الحملات الرقابية وحدها. ويأتي في مقدمة هذه المشكلات ضيق الموقع الحالي المخصص للحراج، والذي بات يتعارض بشكل واضح مع الكثافة العمرانية والسكانية المتزايدة في المنطقة المحيطة به، مما يجعل أي جهود تنظيمية جزئية غير كافية لمعالجة الأزمة من جذورها وإعادة الانضباط بشكل كامل.

من جانبه، عبر عدد من المواطنين عن اهمية مثل هذه الحملات التي ترفع من مستوى المشهد البصري وتعزز جودة الحياة حيث ذكر مبارك الحسين بان الهدف من هذه الحملات الحد من الظواهر العشوائية التي تُخل بالمشهد البصري للمدينة وضمان التزام الأنشطة التجارية باللوائح التنظيمية وتعزيز مستوى السلامة المرورية والبيئية.
وأكد أن ”الشراء والبيع العشوائي على الشوارع وممرات المشاة وأمام المحلات يجعل الحراج يواجه مشكلات عدة“، منها أيضًا صعوبة دخول المتسوقين للسوق، واستغلال الأرصفة والمواقف للمباسط العشوائية بشكل غير لائق.

ضبط المشهد العشوائي

ونوّه عبدالعزيز التركي إلى الجهود البلدية في ضبط المشهد العشوائي حول سوق الحراج تسهم في رفع جودة الحياة وتقليل المخاطر المرورية والبيئية على السكان حيث لاقت الحملة تفاعلًا وإشادة واسعة من عدد من المهتمين بالشأن البلدي والتخطيط الحضري، مؤكدين على أهمية هذه الجهود في الارتقاء بجودة الحياة في المدينة.
وقال عدنان العيد بان الحملات المستمرة تعكس وعيًا حضاريًا ومسؤولية واضحة في الحفاظ على هوية المدينة وتنظيم أنشطتها الاقتصادية. مشيرًا إلى أن سوق الحراج بالدمام الحالي من الأسواق القديمة بالمنطقة، ونظرا لقدم الموقع، الذي يفوق 30 عامًا أصبح غير مناسب مع تطور المدينة.

وفي محاولة للحد من الوضع الحالي، نفذت بلدية الدمام،امس، حملة ميدانية لضبط الباعة الجائلين والبساطين المخالفين حول سوق الحراج بالدمام، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتحسين المشهد الحضري والحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين، بالتعاون مع إدارة الأمن والسلامة في أمانة المنطقة الشرقية بحملة ميدانية مكثفة استهدفت الباعة الجائلين والباسطين المخالفين في المناطق المحيطة بسوق الحراج في الدمام.
وتهدف هذه الحملة إلى تعزيز السلامة العامة للمارة وضمان انسيابية الحركة في السوق خاصة في ظل ما يشهده“حراج الدمام”من كثافة مرورية وحركة تسوق نشطة، خاصة في فترات الإجازات وعطلة نهاية الأسبوع.