وداعًا إدوارد منير جندي.. رحيل حارس الذاكرة الورقية بالإسماعيلية - شوف 360 الإخباري

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وداعًا إدوارد منير جندي.. رحيل حارس الذاكرة الورقية بالإسماعيلية - شوف 360 الإخباري, اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 11:05 صباحاً

في ركنٍ هادئ من ميدان الممر أحد أقدم ميادين الإسماعيلية، كان يقف "إدوارد منير جندي" كرمزٍ للثبات في زمن التغير . لم يكن مجرد بائع جرائد، بل كان شاهدًا على تحولات المدينة والوطن، حافظًا لذاكرةٍ ورقيةٍ تمتد لعقود.

 

إرث عائلي ومسيرة مهنية

ورث إدوارد مهنة بيع الصحف والمجلات عن والده، الذي أسس المحل في خمسينيات القرن الماضي . كان والده يُعرف ببيع الجرائد الأجنبية، مستقطبًا بذلك الأجانب العاملين في شركة قناة السويس . استمر إدوارد في هذا الإرث، محافظًا على مكانة المحل كمصدرٍ رئيسي للمعرفة والثقافة في المدينة .

بين الهندسة والورق

رغم حصوله على بكالوريوس في الهندسة المدنية وعمله كمهندس في إحدى شركات قطاع الأعمال، لم يتخلَّ إدوارد عن شغفه بالكتب والصحف . كان يقضي صباحه في العمل الهندسي، ثم يتوجه بعد الظهر إلى محله، حيث يستقبل الزبائن ويشاركهم شغفهم بالقراءة .

kaidi

شاهد على التاريخ

كان محل إدوارد في ميدان الممر شاهدًا على العديد من الأحداث التاريخية، من ثورة 23 يوليو إلى فترات التهجير أثناء حرب الاستنزاف، وحتى ثورتي 25 يناير و30 يونيو . كان المتظاهرون يتجمعون أمام محله، يقرؤون الصحف ويتبادلون الآراء . كما كان المحل مقصدًا للمثقفين والسياسيين ولاعبي الكرة، الذين اعتادوا بدء يومهم بقراءة الجرائد هناك .

تحديات العصر الرقمي

مع تطور التكنولوجيا وانتشار الصحافة الإلكترونية، شهدت مهنة بيع الصحف تراجعًا ملحوظًا . أشار إدوارد في مقابلات سابقة إلى انخفاض نسبة القراءة بين الشباب، مؤكدًا أن الكبار هم من يحرصون على اقتناء الصحف الورقية . رغم ذلك، استمر في عمله، مؤمنًا بأهمية القراءة في تعزيز الوعي الثقافي .

وداعًا يا إدوارد

برحيل إدوارد منير جندي، تفقد الإسماعيلية أحد رموزها الثقافية والاجتماعية . ترك خلفه إرثًا من الذكريات والقصص، محفورًا في صفحات الجرائد وقلوب من عرفوه . وداعًا يا إدوارد، ستظل ذكراك حية في ميدان الممر وقلوب أهل الإسماعيلية .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق