أعلنت السويد، يوم الاثنين، عن استدعاء سفير إسرائيل في ستوكهولم، احتجاجًا على النقص الحاد في المساعدات الإنسانية المقدمة لسكان قطاع غزة، في خطوة تعكس تصاعد التوتر الدبلوماسي بين البلدين على خلفية الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

احتجاج رسمي على تقييد المساعدات

قال رئيس وزراء السويد، أولف كريسترشون، إن وزارة الخارجية ستستدعي السفير الإسرائيلي للاحتجاج على القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى غزة. 
وأشار إلى أن الكميات المحدودة من المساعدات التي سمحت بها إسرائيل مؤخرًا لا تلبي الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، الذين يواجهون خطر المجاعة بعد حصار استمر قرابة ثلاثة أشهر.

دعوات لعقوبات أوروبية

أضاف كريسترشون أن السويد تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات وممارسة ضغوط دبلوماسية على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. 
وأكد أن بلاده كانت واضحة جدًا في هذا الشأن، سواء بمفردها أو بالتعاون مع العديد من الدول الأوروبية الأخرى، مشيرًا إلى أن هذا الضغط يتزايد الآن لأسباب وجيهة للغاية.

أزمة إنسانية متفاقمة

تأتي هذه الخطوة في ظل تحذيرات منظمات الإغاثة من انتشار أعراض سوء التغذية الحاد في قطاع غزة، حيث يواجه نحو مليوني نسمة خطر المجاعة. 
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل سمحت مؤخرًا بدخول عدد محدود من الشاحنات المحملة بالمساعدات، والتي لا تكفي لتلبية الاحتياجات اليومية للسكان.

خلفية النزاع

شنت إسرائيل حربًا جوية وبرية على غزة بعد هجوم شنه مسلحون من حركة حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 251 أسيرًا إلى غزة، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية. 
ومنذ ذلك الحين، أودت الحملة الإسرائيلية بحياة أكثر من 53,900 فلسطيني، وفقًا لسلطات الصحة في غزة، ودمرت القطاع الساحلي.

موقف السويد من الأونروا

في وقت سابق، أعلنت السويد عن استئناف تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بعد أن علقت تمويلها مؤقتًا على خلفية مزاعم إسرائيلية بمشاركة بعض موظفي الوكالة في هجوم 7 أكتوبر. 
وأكدت السويد أنها استأنفت التمويل بعد حصولها على ضمانات من الأونروا بإجراء عمليات تدقيق إضافية على نفقاتها وموظفيها.

ضغوط دولية متزايدة

تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث دعت عدة دول ومنظمات دولية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع وقوع كارثة إنسانية في القطاع. وتأتي خطوة السويد باستدعاء السفير الإسرائيلي كجزء من هذه الضغوط المتصاعدة.
تعكس الخطوة السويدية تصاعد القلق الدولي بشأن الوضع الإنساني في غزة، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين.