قال الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الحياة الزوجية لا ينبغي أن تُدار بمنطق "حقي وحقك" فقط، بل يجب أن يحكمها الفضل والمروءة والتغاضي، مؤكدًا أن هذا المنهج هو ما يضمن دوام الألفة والمودة بين الزوجين.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، بحلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: "من الخطأ أن تكون الحياة بين الزوجين قائمة على الحسابات الدقيقة والتفاصيل الحادة المتعلقة بالحقوق والواجبات، الحقوق محفوظة، لكن نحن نحتاج إلى مروءة، إلى تنازل، إلى تحمُّل وتغافل من الطرفين".
واستشهد بقصة وردت في كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة، حيث جلس حكيم من العرب ليحكم بين عائلتين، فقال: هل تريدون الحق، أم ما هو أعظم من الحق؟، فلما تعجبوا وسألوه: وهل هناك أعظم من الحق؟، قال: التحاط والهضم، أي أن يُحِفّ الإنسان على نفسه، وينزل قليلاً من حقه لأجل أخيه.
وتابع: "ده منهج نبوي، سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رحم الله عبدًا سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى)، سمحًا إذا قضى، سمحًا إذا اقتضى يعني كن لينًا، كن كريمًا، كن متسامحًا، ده مش ضعف، دي قوة نفس وعلو خلق".
وأشار إلى أن بعض الأزواج قد يظنون أن إنفاقهم على زوجاتهم في حالات معينة مثل المرض، أو حتى المساهمة في متطلبات الحياة، يكون عبئًا زائدًا إذا كانت الزوجة موسرة، موضحا: "حتى لو كانت الزوجة عندها مال، يبقى الرجل صاحب مروءة، ينفق، يكرم، يعطي.. القوامة مش بس في الإنفاق، القوامة في الموقف، في الاحترام، في الدعم، في الشهامة".
وأضاف: "المرأة عمرها ما هتنسى الموقف ده، حتى لو هي قادرة، أما لو الزوج قال: (معاكي فلوس، ادفعي)، هتحس بالغُربة، وهتقول له: (إنت بتجبلي إيه؟ أنا اللي بجيب لنفسي كل حاجة)، وساعتها يبدأ الشقاق".
وأوضح أن الإسلام يدعو لتأسيس البيوت على الفضل، لا على التنافس أو المقارنة، مضيفا: "الحياة الزوجية مش شركة مساهمة، كل طرف بيحسب التاني عمل إيه. دي مودة ورحمة، ومن يتعامل بالفضل يكرمه الله".
0 تعليق