مع اقتراب انطلاق أولى رحلات ضيوف الرحمن إلى الأراضي المقدسة، تكثف بعثة الحج المصرية استعداداتها لضمان موسم حج ميسر وآمن لحجاج القرعة هذا العام 1446 هـ، وذلك تنفيذًا لتوجيهات اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، الذي شدد على ضرورة توفير أقصى درجات الرعاية والخدمة لحجاج بيت الله الحرام.

وتُولي وزارة الداخلية اهتمامًا بالغًا بتطوير منظومة الحج المصرية عامًا بعد عام، حيث تبنّت هذا الموسم خطة موسعة لتوفير أفضل الخدمات اللوجستية والطبية والغذائية، بدءًا من مغادرة الأراضي المصرية وحتى العودة، في إطار استراتيجية متكاملة تضمن راحة الحجاج وسلامتهم طوال فترة أداء المناسك.

فنادق مميزة وموقع استراتيجي
حرصت الوزارة على توفير أماكن إقامة متميزة للحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث تم التعاقد مع فنادق مصنفة تقع في المنطقة المركزية القريبة من الحرم المكي، وكذلك في المنطقة الشمالية المجاورة للمسجد النبوي، ما يسهل حركة انتقال الحجاج ويقلل من مشقة التنقل.

كما خُصصت حافلات حديثة ومكيفة مزودة بنظام تتبع المواقع عبر "GPS" لضمان انتظام الرحلات اليومية وسلامة الحجاج أثناء تنقلهم، مع مراقبة دائمة لخطوط السير من قبل فرق متابعة ميدانية، يمكنها التدخل سريعًا في حال وجود أي طارئ أو خروج عن المسار المحدد.

خدمات ميدانية متطورة في المشاعر المقدسة

أولت بعثة الحج المصرية اهتمامًا خاصًا بمواقع المخيمات في منطقتي عرفات ومنى، حيث تم التنسيق مبكرًا مع السلطات السعودية للحصول على مواقع متميزة، قريبة من مسجد نمرة ومناطق أداء المناسك.

وقد تم تجهيز المخيمات بمكيفات فريون قوية، وحمامات حديثة، ومظلات خارجية لمواجهة حرارة الطقس المتوقعة، بما يضمن توفير بيئة مريحة وآمنة للحجاج أثناء وقوفهم بعرفات ومبيتهم بمنى.

غذاء متوازن وخطة تغذية متكاملة
وفي إطار العناية الشاملة بالحجاج، أولت الوزارة اهتمامًا خاصًا بالخدمات الغذائية المقدمة خلال فترة أداء المناسك، فقد تم انتقاء الوجبات بعناية لتحتوي على العناصر الغذائية المتكاملة التي يحتاجها الحاج، مع مراعاة الظروف المناخية واحتياجات الجسم.

وستشمل الوجبات المقدمة وجبات جافة داخل مقرات الإقامة في مكة والمدينة، بالإضافة إلى وجبات ساخنة ومشروبات في عرفات ومنى.

تنظيم زيارة الروضة الشريفة

وفيما يخص تنظيم زيارة الروضة الشريفة، قامت البعثة بتنسيق الحجوزات مسبقًا مع الجهات المختصة في المملكة، على أن تُنظم الزيارات وفق جدول زمني محدد يراعي أعداد الحجاج والمواعيد المتاحة، مع وجود مشرفين من البعثة لتسهيل وتنظيم دخول الحجاج وضمان راحتهم أثناء الزيارة.

متابعة يومية واستقبال الشكاوى على مدار الساعة

أكدت وزارة الداخلية، عبر بعثتها الرسمية، أنها تتابع لحظة بلحظة حالة الحجاج، مع توفير فرق دعم ميداني تعمل على مدار الساعة لاستقبال الشكاوى والتعامل الفوري معها، فضلًا عن متابعة الخدمات الصحية والإدارية والغذائية.

وفي إطار الحفاظ على أمن وسلامة الحجاج، دعت الوزارة جميع الحجاج إلى الالتزام بارتداء بطاقة التعارف وسوار المعصم وبطاقة نسك التي تم تسليمها لهم مسبقًا، حيث تسهم هذه الأدوات في تنظيم عملية دخول الحجاج للمشاعر وضمان التعرف عليهم في حال فقدان الاتجاهات أو الحاجة إلى مساعدة طبية.

وشددت الوزارة على ضرورة اتباع التعليمات السعودية أثناء أداء المناسك، وتجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة للوقاية من الإجهاد الحراري، والسير في مجموعات منظمة مع مرشدي الحملة، خاصة خلال الطواف والمبيت في المشاعر.

بهذه الجهود المتكاملة والتنسيق الدقيق مع السلطات السعودية، تسعى بعثة الحج المصرية إلى تقديم نموذج يُحتذى به في تنظيم رحلات الحج، وضمان راحة وسلامة ضيوف الرحمن من لحظة السفر حتى العودة لأرض الوطن.