نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"كريستين" زاهر أول أستاذة جامعية مسيحية بقسم الدراسات الإسلامية جامعة بورسعيد - شوف 360 الإخباري, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 12:25 مساءً
وسط طريق مليء بالتساؤلات والتحديات، اختارت الدكتورة كريستين زاهر، حنا أن تسلك دربًا غير مألوف، لا تقودها خلفه سوى محبة اللغة العربية وشغفها بالتعلم.
وبين صفحات القرآن الكريم ونصوص الأحاديث النبوية الشريفة، كتبت كريستين فصلاً جديدًا فى كتاب التعايش والمحبة المصرية.
بدأت الحكاية فى تسعينات القرن الماضي، عندما التحقت كريستين، الطالبة المسيحية، بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية فى كلية التربية بجامعة قناة السويس، لتصبح أول من يطرق هذا الباب من طائفتها، متحدية نظرات الدهشة، ومعلنة أن المعرفة لا تُفرّق بين أصحاب العقائد، بل تحتضنهم جميعًا.
لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، تقول كريستين، أول أستاذة جامعية مسيحية بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة بورسعيد "السويس سابقا".
وفى لقاء صحفي: "واجهتُ تساؤلات لا تُحصى.. كيف لطالبة مسيحية أن تدرس العلوم الإسلامية؟"، لكن التفوق، كما تقول، كان هو الرد الأقوى، فحصلت على المركز الأول فى دفعتها بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، مما أهلها للتعيين كمعيدة فى القسم.
kaidi
وهنا جاء أحد أبرز المشاهد فى القصة وهو رفض الجهات الإدارية اتخاذ قرار تعيينها قبل الرجوع إلى المرجعية الدينية الأعلى، فتم عرض الأمر على فضيلة شيخ الأزهر الشريف آنذاك، الدكتور محمد سيد طنطاوي، الذى أقر تعيينها بتوقيع وصفته بأنه "صكّ عدالة"، فكتب الشيخ: "لتكرم إتخاذ ما ترونه حقًا وعدلاً".
كريستين، التى بدأت تحفظ القرآن الكريم لأول مرة كطالبة، تجاوزت رهبة التجويد والتفسير والحفظ، بمساعدة من زملائها المسلمين، وبمساندة عائلتها التى لم تتردد فى تشجيعها، بل إن والدتها كانت تختبرها فى الحفظ، ووالدها استعان بأصدقائه لتوفير شروح وتفسيرات دقيقة.
لم تتوقف رحلتها عند التعيين، بل أكملت طريقها حتى نالت أعلى درجات الترقية الجامعية "الأستاذية"، واليوم، تقف أمام طلابها لا كأستاذة فقط، بل كقدوة تعكس جوهر المحبة والتسامح المصري.
تؤكد كريستين أن علاقتها بطلابها تقوم على الإحترام والإنسانية، بعيدًا عن أى اعتبارات دينية أو فكرية، وتقول: "كل ما أرجوه أن يرى العالم فى عملى بذور المحبة التى زرعتها، وأن تنمو هذه القيم فى كل بيت ومدرسة وجامعة.. قد أكون عملت فى دائرة ضيقة، لكننى أحلم أن تمتد دائرتها لتغمر الجميع" .
بعد هذه السطور التى بعثت فيها كريستين تجربة تحمل كل معانى المواطنة والتى قالت فيها ببساطة : الدين المعاملة والعلم لا يُميز صاحبه بلون أو عرق أو ديانة.
0 تعليق