في خطوة تعكس تصاعد الضغوط التجارية من واشنطن، طلبت المفوضية الأوروبية من كبرى الشركات الأوروبية ومديريها التنفيذيين الكشف عن خططهم الاستثمارية في الولايات المتحدة، في مسعى لتعزيز موقفها التفاوضي في محادثات تجارية حساسة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ووفقًا لمصدرين مطلعين، فقد تلقى أعضاء "اتحاد الأعمال الأوروبي"، الذي يضم 42 اتحادًا صناعيًا من مختلف دول القارة، استبيانًا رسميًا يوم الإثنين يدعوهم لتقديم بيانات تفصيلية حول استثماراتهم الحالية والمزمعة في السوق الأمريكية، وسط دعوة للرد السريع.

كما أُرسلت مذكرة مماثلة إلى أعضاء "المائدة المستديرة الأوروبية للصناعة" — وهي تكتل يضم 59 من أبرز قادة الصناعة في أوروبا — تطلب معلومات دقيقة عن خطط الاستثمار خلال السنوات الخمس المقبلة، مع الإشارة إلى أن الطلب جاء بشكل مباشر من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

ورفضت كل من المفوضية الأوروبية واتحاد الأعمال الأوروبي والمائدة المستديرة للصناعة الإدلاء بأي تعليق رسمي على هذه التحركات، فيما طلب المصدران عدم الكشف عن هويتهما لعدم تخويلهما بالحديث علنًا.

وتأتي هذه الخطوة في ظل سعي المفوضية لتفادي مزيد من التصعيد التجاري مع واشنطن، عبر التوصل إلى تسوية محتملة تمنع فرض رسوم جمركية جديدة على الصادرات الأوروبية، أو على الأقل تؤخر تطبيقها. وكان ترامب قد هدد برفع الرسوم على واردات الاتحاد الأوروبي إلى 50% اعتبارًا من 1 يونيو، احتجاجًا على ما وصفه بـ"بطء التقدم" في المفاوضات الجارية.

وبحسب دبلوماسيين أوروبيين، فإن اتصالًا هاتفيًا جرى مساء الأحد بين ترامب ورئيسة المفوضية فون دير لاين ساهم في تهدئة الأجواء، حيث اتفق الطرفان على "تكثيف الاتصالات" وتسريع وتيرة الحوار، دون التطرق لتفاصيل الاتفاقات المحتملة.

وتراهن بروكسل على إقناع واشنطن بتجميد الرسوم الجمركية، مقابل فتح السوق الأوروبية بشكل أوسع أمام صادرات أمريكية مثل فول الصويا والغاز الطبيعي والأسلحة، في وقت يؤكد فيه ترامب أن هدفه الرئيسي هو "إعادة إحياء الصناعة الأمريكية" عبر جذب الاستثمارات الأجنبية.

وتكشف هذه التحركات عن تحول لافت في موقف الاتحاد الأوروبي، الذي يبدو أنه بات مستعدًا لتقديم تنازلات محسوبة في مواجهة استراتيجية ترامب القائمة على الضغط الجمركي مقابل المكاسب الصناعية.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك