خيّاط البابا يتحدّث لـ"النهار" من الفاتيكان... الإبرة تخيط حكاية سحر (فيديو) - شوف 360 الإخباري

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خيّاط البابا يتحدّث لـ"النهار" من الفاتيكان... الإبرة تخيط حكاية سحر (فيديو) - شوف 360 الإخباري, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 08:10 مساءً

روما- "النهار" 

 

في أحد أزقّة حي بورغو بيو القديم، خلف جدران الفاتيكان، ينبض محل صغير بالخيوط البيضاء والذهب الخافت، لكنه يحمل بين جدرانه شيئاً من ذاكرة الكنيسة الكاثوليكية.

في هذا المشغل، يعمل رانييرو مانشينيلي، الرجل الذي صمّم أثواب الباباوات الثلاثة الأخيرين: يوحنا بولس الثاني، بنديكتوس السادس عشر، والبابا فرنسيس.

"نصنع ثلاثة أثواب بثلاثة مقاسات"، يقول لنا مانشينيلي وهو يضع شريط القياس حول عنقه، ويضيف مبتسمًا.

 

" title="YouTube video player" frameborder="0">  

ورغم أنه لم يُكلّف رسمياً من الفاتيكان، فإن هذا الخياط المخضرم الذي افتتح متجره عام 1962، يعمل بلا كلل، يداً بيد مع ماكينات الخياطة، وأحياناً بإبرة يدوية تصنع الدقة على مهل.

 

الخياط بين الزبائن. (النهار)

الخياط بين الزبائن. (النهار)

 

 "عندما أبدأ بتصميم ثوب للبابا، لا أفكر فقط بالمظهر، بل بالرسالة... كل غرزة تعني شيئًا. إنها ليست مجرد ملابس، إنها رموز"، يقول مانشينيلي بصوت يملؤه الإيمان بالتفاصيل.

kaidi

 

لكل بابا طابعه، ولكل ثوب لغة. يقول مانشينيلي لـ"النهار": "لي ذكريات جميلة معهم جميعاً. سواء مع البابا يوحنا بولس الثاني قبل وأثناء توليه الكرسي البابوي، أو مع البابا بنديكتوس السادس عشر، وقد قمت بتصميم أزياء عديدة لهم. كذلك لي ذكريات مع البابا فرنسيس، كل منهم له ذوقه الخاص. أتمنى أن تكون لي ذكريات جميلة أخرى مع البابا الجديد بإذن الله". 

ويتمنى أن "أراه أمامي بزيه الأبيض وعمامته البيضاء، وأن يكون بابا خير من أجل الكنيسة ومن أجل السلام للبشرية، الذي نحتاجه بشدة الآن".

 

لكنه أيضًا يعرف كيف يقرأ الأذواق:فرنسيس كان يفضّل البساطة، ثياب غير باهظة الثمن ومن نسيج عادي، بينما كان بنديكتوس يفضل المنسوجات الثقيلة، الغنية، الفاخرة. لكل واحدٍ منهم ما يعبّر عنه". 

 

رانييرو مانشينيلي. (النهار)

رانييرو مانشينيلي. (النهار)

وفي لقاءات لـ"النهار" مع عائلته، بدت الحكاية أكبر من مجرد مهنة. قالت ابنته، التي تساعده أحياناً: "نراه يعمل لساعات طويلة بصمت، لكنه دائماً يبتسم حين يُذكر اسم البابا... يشعر أن مهمته تتجاوز الخياطة".

 

أما والده، الذي سلّمه الإرث، فأضاف  لـ"النهار" بفخرٍ أبوي:"كان صغيراً حين حاك أول قميص... واليوم يُلبس أعلى رجل في الكنيسة. هذا أكثر من مجرد نجاح، إنه امتداد لتاريخ العائلة".

 

وهكذا، وسط خيوط من صمت، ولفائف من رموز، يكتب رانييرو مانشينيلي بخيطه الأبيض سطراً جديداً من سحر جيرة الفاتيكان والساكن عرشه. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق