نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاحتفال بيوم الكوفية العالمي 2025 - شوف 360 الإخباري, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 02:15 مساءً
تُعد الكوفية الفلسطينية أكثر من مجرد وشاح تقليدي، فهي رمز للهوية الوطنية والمقاومة والثقافة الفلسطينية، وقد باتت تحظى باعتراف عالمي لما تحمله من دلالات عميقة. في كل عام، يُحتفل بـ"يوم الكوفية العالمي" في 11 مايو، ليكون هذا اليوم مناسبة لتجديد الانتماء وإبراز معاني الكوفية التي تخطت حدود الجغرافيا لتصبح شعارًا عالميًا للكرامة والحرية. في هذا اليوم، يختار كثيرون حول العالم ارتداء الكوفية دعمًا للقضية الفلسطينية وتضامنًا مع نضال شعبها.
الكوفية: من الوشاح الريفي إلى أيقونة عالمية
نشأت الكوفية في الأصل كغطاء رأس يستخدمه الفلاحون الفلسطينيون لحمايتهم من حرارة الشمس والغبار، وقد اتخذت في البداية اللون الأبيض، لكن الكوفية السوداء والبيضاء التي نعرفها اليوم أصبحت مع الزمن جزءًا من الزي الوطني. ومع تصاعد النضال الفلسطيني في القرن العشرين، وخاصة خلال ثورة 1936، اكتسبت الكوفية بعدًا سياسيًا، وبدأ المقاومون بارتدائها لإخفاء ملامحهم وتوحيد صفوفهم، حتى أصبحت مرادفًا للثورة والصمود.
في العقود التالية، ساهمت شخصيات وطنية مثل ياسر عرفات في تعزيز مكانة الكوفية كرمز سياسي، حيث ارتداها بشكل دائم في المحافل الدولية، فأصبحت مشهدًا ثابتًا في الصور والتقارير. ومنذ ذلك الحين، خرجت الكوفية من إطارها المحلي لتصل إلى مظاهرات التضامن العالمية، ولتصبح جزءًا من الموضة أحيانًا، دون أن تفقد معناها العميق لدى من يفهم رمزيتها.
مظاهر الاحتفال والدعم العالمي للكوفية
في "يوم الكوفية العالمي"، تتنوع مظاهر الاحتفال من بلد إلى آخر، لكنها تشترك جميعًا في إبراز الكوفية كعلامة على التضامن. ففي المدن الفلسطينية، يُقام هذا اليوم من خلال مسيرات طلابية، وعروض تراثية، ومعارض فنية توضح تطور الكوفية وتاريخها. كما يرتدي الأطفال في المدارس الكوفية ويرفعون الأعلام الفلسطينية، بينما تُبث الأغاني الوطنية التي تمجّد رموز النضال.
kaidiأما في العواصم العالمية، فيشارك ناشطون ومتعاطفون مع القضية الفلسطينية بارتداء الكوفية في المظاهرات والفعاليات الثقافية، وينشرون صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي مع وسم #يوم_الكوفية_العالمي و#KeffiyehDay، وهو ما ساهم في نشر الوعي حول الكوفية ومعانيها في أوساط جديدة، وفتح نقاشات حول العدالة والهوية والاحتلال.
الكوفية كرمز ثقافي يتجدد عبر الأجيال
رغم المحاولات العديدة، ظلت الكوفية صامدة في وجه محاولات التهميش، بل ازدادت رسوخًا بمرور الزمن. وقد بات الجيل الجديد من الفلسطينيين والناشطين العرب والعالميين يستخدم الكوفية ليس فقط كرمز للنضال، بل كعنصر ثقافي يعكس فخرًا بالتراث والانتماء. وانتقلت الكوفية من الاستخدام التقليدي إلى المسارح، والمعارض الفنية، وحتى إلى تصاميم الملابس والأزياء العالمية التي تستوحي منها رموزًا بصرية.
في الجامعات، تقام ورش عمل لشرح تاريخ الكوفية ودورها في الثقافة الفلسطينية، وتُروى الحكايات المرتبطة بها للأجيال الجديدة، لتظل الكوفية رابطًا قويًا بين الماضي والحاضر. كما يسعى كثير من المصممين الفلسطينيين لتطوير منتجات مستوحاة من نقوش الكوفية، ما يجعلها حاضرة في الحياة اليومية المعاصرة بطريقة تحافظ على معناها الأصيل.
يبقى يوم الكوفية العالمي مناسبة لتجديد العهد مع فلسطين، وللتأكيد على أن الرموز الوطنية لا تموت، بل تتجدد بقوة الإيمان بها. فالكوفية ليست فقط قماشًا منقوشًا، بل شهادة حية على الصمود، وشارة تُرفع في وجه الاحتلال، ورسالة للعالم بأن الهوية لا تُمحى، وأن شعبًا يرتدي الكوفية لا يمكن أن يُنسى.
0 تعليق