في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الرابع، يعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب آماله على عقد لقاء مباشر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين كسبيل وحيد لإنهاء النزاع. 

لكن هذه الاستراتيجية تواجه انتقادات متزايدة من داخل الحزب الجمهوري، حيث يطالب عدد من المشرعين بفرض عقوبات جديدة على موسكو، معتبرين أن بوتين لا يظهر جدية في التفاوض.

ترامب: اللقاء المباشر هو الحل

صرح الرئيس ترامب، خلال جولته في الشرق الأوسط، بأن "لا شيء سيحدث حتى ألتقي أنا وبوتين"، معتبراً أن اللقاء المباشر هو السبيل الوحيد لتحقيق تقدم في محادثات السلام. 
وأضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن "الكثير من الناس يموتون، وعلينا إيجاد حل".

وكانت المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا قد استؤنفت مؤخراً في إسطنبول، حيث تم الاتفاق على تبادل ألف أسير من كل جانب، لكن الخلافات العميقة بشأن وقف إطلاق النار والمطالب الإقليمية حالت دون تحقيق تقدم ملموس.

انتقادات جمهورية متزايدة

في واشنطن، بدأ عدد من المشرعين الجمهوريين في التعبير عن استيائهم من نهج ترامب تجاه روسيا. 
النائب روب ويتمان من ولاية فرجينيا، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، قال إن "بوتين أظهر أنه غير جدير بالثقة وغير جاد في التفاوض". 

وأضاف: "لا بد من أن تكون هناك عواقب لعدم جديته".
السيناتور جون كورنين من ولاية تكساس كتب على منصة "إكس": "لقد أساء بوتين إلى الولايات المتحدة وإلى حسن نية رئيسنا".

هذه التصريحات تعكس تزايد الضغط داخل الحزب الجمهوري لفرض عقوبات جديدة على روسيا.

تهديدات بالعقوبات والرسوم الجمركية

في محاولة للضغط على موسكو، هدد ترامب بفرض عقوبات مصرفية ورسوم جمركية جديدة على روسيا إذا لم توافق على وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق سلام. 
وكتب على منصة تروث سوشيال: "إلى روسيا وأوكرانيا، اجلسوا إلى طاولة المفاوضات الآن، قبل فوات الأوان".

ومع ذلك، لم يتم حتى الآن تنفيذ هذه التهديدات، مما أثار تساؤلات حول مدى جدية الإدارة الأمريكية في اتخاذ إجراءات صارمة ضد موسكو.

زيلينسكي: روسيا غير جادة

من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استيائه من عدم حضور بوتين لمحادثات إسطنبول، معتبراً ذلك دليلاً على عدم جدية روسيا في إنهاء الحرب. 
وقال زيلينسكي إن "روسيا لا تزال تماطل وتقدم مطالب غير واقعية"، داعياً المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات أشد على موسكو إذا استمرت في رفض وقف إطلاق النار.

بينما يواصل ترامب السعي لعقد لقاء مباشر مع بوتين، تتزايد الضغوط من داخل الحزب الجمهوري لاتباع نهج أكثر صرامة تجاه روسيا. 

وفي ظل استمرار النزاع وسقوط المزيد من الضحايا، يبقى مستقبل محادثات السلام غير مؤكد، مع تباين الآراء حول أفضل السبل لإنهاء الحرب.